السويداء ودرعا-سانا
أمام الإرادة والعزيمة تزول كل الصعوبات عبارة يجسدها عدد من أبناء محافظة السويداء ممن تحدوا ظروفهم الصحية ليتقدموا لامتحانات الشهادة الثانوية العامة لدورة العام الحالي “دراسة حرة” وذلك في إطار سعيهم لتطوير أنفسهم واكمال مسيرة تعليمهم.
الحالات الصحية الخاصة اجتمعت في المركز الامتحاني بمدرسة الشهيد سلمان دويعر بمدينة السويداء والتقى مراسل سانا مع عدد منها حيث قالت الشابة يارا رفعت حمزة مصابة بشلل دماغي رباعي “إن إعاقتها الحركية وصعوبة المشي لم تقفا أمام إصرارها للتحدي والنجاح” مبينة أنها نجحت العام الماضي بشهادة التعليم الأساسي بمجموع 1956 درجة ما حفزها على التقدم لشهادة الثانوية العامة للفرع الأدبي هذا العام بهدف تحقيق طموحها وخاصة مع وجود دعم من أفراد أسرتها.
الكفيف أيمن شرف الدين 55 عاما نال شهادة التعليم الأساسي العام الماضي ويتابع رحلته العام الحالي بالتقدم لامتحانات الفرع الأدبي بين أنه منذ سنوات يطمح لإكمال مسيرة تعليمه لكن الظروف حالت دون ذلك إلى أن جاء الوقت المناسب بعد أن كبر أبناؤه وبات متسلحا ببصيرته التي يمتلكها والتي تساعده أيضا على ممارسة بعض الأعمال لتأمين مصروف أسرته.
وعلى الرغم من حالة الشلل الرباعي لدى الطالب أنس مقلد 22 عاما إلا أنه طلب من أهله التقدم لشهادة التعليم الأساسي العام الماضي وهذا العام للشهادة الثانوية للفرع الأدبي كما ذكر والده معضاد الذي بين أن ابنه الذي يستخدم أحيانا جهاز “الووكر” للمشي يعتمد على حفظ المعلومات ولا يستطيع استخدام القلم لكن لسانه يساعده على الكلام بطريقة مفهومة.
أما الشاب ليث فهد 23 عاما فكان الوحيد من مصابي الحرب بين المتقدمين في المركز للشهادة الثانوية وذكر خلال حديثه لـ سانا أن إصابته بطلق ناري من قناص بأراضي الغوطة عام 2014 خلال مواجهته الإرهابيين أدت لتكدم بالفص الجبهي الدماغي وضياع مادة دماغية وتهتك بالسحايا لديه وتم تسريحه بنسبة عجر قدرها 50 بالمئة إلا أن ذلك لم يفقده إرادته وهو يتابع اليوم مسيرة تعليمه.
فيما ذكرت الطالبة غدير مرداس أن خضوعها لعمل جراحي بالعمود الفقري على النخاع الشوكي خلال الفترة الماضية أجبرها على أن تكون حاضرة في المركز الخاص بالحالات الصحية كونه لا يمكنها الجلوس أكثر من نصف ساعة متواصلة لذلك تم توفير الجو المناسب لها للتقدم للامتحان في سبيل سعيها للنجاح.
وفي درعا تقدم 47 طالبا إلى امتحانات الشهادة الثانوية بكل فروعها في المركز الصحي بمدرسة تشرين وسط مدينة درعا.
وذكر الدكتور مروان حامد رئيس دائرة الصحة المدرسية بمديرية تربية درعا لمراسل سانا أن الطلاب المحولين للمركز خضعوا لفحوصات قبل تحويلهم والحالات الموجودة حاليا تتوزع بين فقدان بصر وصم وبكم وفقدان أحد أو بعض الأطراف أو الاصابات الحربية وغيرها موضحا أن المديرية تقدم لهم كل العون لتقديم امتحاناتهم بالشكل المطلوب.
عدد من الطلاب من جرحى الجيش العربي السوري والشرطة الذين التقتهم سانا أكدوا إصرارهم على خوض الامتحانات ومواصلة درب الانتصار بالعلم والمعرفة حيث قال الطالب علي الغزالي الذي يتقدم لامتحانات الشهادة الثانوية الفرع الأدبي “أصبت بمعارك درعا اثناء مواجهة الإرهابيين وفقدت نعمة البصر لكن ذلك لن يثنيني عن مواصلة درب العلم والمعرفة حتى نيل الشهادة الثانوية والاستمرار لنيل الشهادة الجامعية”.
محمد علي الغزالي والد الطالب علي أشار إلى أنه يشجع ابنه على مواصلة التحصيل العلمي لتحسين وضعه النفسي والمساهمة في بناء الوطن والانخراط بالحياة الطبيعية منوها بان علي من الأشخاص المثابرين الذين ينجحون في أي عمل يقبلون عليه.
الطالب معاذ العقايلة من مرتبات الشرطة وحدة المهام الخاصة قال “أصبت في معارك حرستا وفقدت على إثر ذلك البصر بشكل شبه كامل وأتقدم حاليا لامتحانات الثانوية التجارية” مؤكدا أن إصابته حافز ودافع لمتابعة تحصيله العلمي.