الشريط الإخباري

شابة من السويداء تتحدى ظروف إعاقتها بحصولها على إجازة جامعية ومتابعة تحصيلها العلمي

السويداء-سانا

بعد سنوات من الجد والمثابرة تجاوزت علياء نجيب مقلد إعاقة الشلل الرباعي التي رافقتها من عمر سنتين وصعوبة الكلام عبر اندماجها بالمجتمع ومتابعة تحصيلها العلمي ونيلها الشهادة الجامعية باختصاص علم الاجتماع من كلية الآداب الثانية بالسويداء وتسجيلها حالياً في مرحلة الماجستير.

علياء 24 عاماً التي لم تقف إعاقتها عائقاً أمام إصرارها على إثبات وجودها أشارت لـ سانا الشبابية رغم صعوبة كلامها إلى أن ما تحقق كان حلماً بالنسبة لها مؤكدة أنها كانت تفضل المواد الدراسية التي تعتمد على الفهم أكثر من الحفظ وتجد سهولة ببعض المواد وتتغلب بإرادتها على الصعبة منها.

وتعتمد علياء بحسب والدتها المعلمة والموجهة التربوية لينا مقلد على المحاكمة العقلية والقدرة على الحفظ لكونها لا تستطيع الكتابة حيث يجري تعيين لجان تكتب لها بالامتحانات بعد الاستماع منها إضافة لمراقبين.

وبينت لينا أنها كانت تتابع مع زوجها نجيب خريج كلية الاقتصاد ابنتهما مع انطلاقة كل عام دراسي ويحرصان على تحقيق دوام لها بالجامعة مرتين كل أسبوع بهدف زيادة تفاعلها مع المكان التعليمي وكسب أصدقاء إضافة لمتابعة كل المسائل المتعلقة بتحصيلها العلمي من حلقات بحث وغيرها.

ما حققته علياء حصيلة اهتمام أسري كبير بدأ من خلال علاجها منذ طفولتها حتى أصبحت تستطيع المشي بشكل محدود ضمن المدرسة فقط ولمسافة قصيرة جداً حيث أشارت والدتها إلى أن ابنتها نالت 256 درجة في الصف التاسع ونجحت بالشهادة الثانوية العامة للفرع العلمي بمجموع قدره 2099 درجة منوهة بتشجيع مدرسيها لها في جميع المراحل التعليمية.

ووفقاً للمربية لينا فإن ابنتها توأم مع شقيقها سعيد الذي كان يتابع تدريسها بالبيت منذ الصف السابع وحتى نهاية المرحلة الثانوية ووقف بجانبها وتمكن هو أيضاً من النجاح والتفوق حيث أنه يدرس حالياً في كلية الطب البشري إضافة لأخيها أسامة وهو طالب حالياً في السنة الخامسة بكلية طب الاسنان.

ووفقاً لنائب عميد كلية الآداب الثانية للشؤون الإدارية وشؤون الطلاب الدكتورة نسرين السلامة فإن علياء كانت من الطالبات المجتهدات وتحدت ظروفها الصحية القاسية ودرست في قسم صعب يحتاج لمتابعة واستطاعت إنجاز مهمتها بكل قوة رغم صعوبة نطق الكلام.

وعلياء كما ذكرت الدكتورة السلامة تتمتع بروح مرحة وهي مثال للطالبة التي تجاوزت إعاقتها الحركية واللفظية وسجلت في بعض المواد معدلات عالية فوق 80 و90 بالمئة كما بذلت جهداً كبيراً لتجاوز المواد الدراسية الصعبة وكانت تعامل مثل أي طالب مشيرة إلى أن تخرجها بتقدير جيد يسمح لها باعتبارها من ذوي الإعاقة بالمتابعة في الدراسات العليا.

عمر الطويل