دمشق-سانا
أفرز عصر الإعلام الفضائي ظواهر عديدة مادتها برامج روجت لجماهيريتها من باب رعاية المبدعين وأصحاب المواهب من بينها المسابقات الشعرية العربية التي حملت أسماء مختلفة ومن قنوات فضائية عديدة.
هذه البرامج كانت محور لجلسة حوارية عقدت مؤخراً قدمها شعراء سوريون حققوا حضوراً ومراكز متقدمة في هذه المسابقات واستضافها المركز الثقافي في أبو رمانة وتطرقت إلى ظاهرة المسابقات الشعرية بأشكالها المتعددة ومدى قدرتها على جذب المبدعين من الشعراء وما تقدمه مادياً ومعنوياً لهم وأثرها على شعرهم ونتاجهم الإبداعي.
واستهل الجلسة التي أقامتها جمعية بيت الخط العربي والفنون الشاعر قحطان بيرقدار الذي لفت إلى أن للمسابقات الشعرية الكثير من الإيجابيات بالنسبة للشاعر من ناحية الشهرة وتعريف الجمهور به وبشعره إلى جانب جوائزها المادية المجزية التي تدعم الشعراء الفائزين رغم وجود تحفظات على سياسات بعض المسابقات الشهيرة عربياً من ناحية معايير انتقاء المشاركين أو منح الجوائز مؤكداً أن للجوائز الإبداعية الوطنية أهمية بالغة لدى المبدع على الصعيد المعنوي.
بدورها الشاعرة ليندا إبراهيم أوضحت أن بعض المسابقات تشترط مواضيع محددة ما يعود بأثر سلبي على نتاج الشاعر المبدع مع محاولة بعض لجان التحكيم في بعض المسابقات الشعرية الشهيرة تدجين الشعراء المشاركين من خلال إملاءات مباشرة أو غير مباشرة لتوجيه بوصلة شعره بما ينسجم مع سياسات البلد الراعية أو المنتجة لهذه المسابقات مبينة أن الجوائز لا تصنع الشاعر بل تعطيه مرتكزاً يمكنه الانطلاق من خلاله لآفاق أرحب دون أن يصاب بالغرور.
واتفق المشاركون في الجلسة التي أدارها الشاعر الإعلامي علي الدندح على أن بعض المسابقات الشعرية العربية استطاعت جذب مبدعين جراء جوائزها المادية الكبيرة لتغير بوصلة هؤلاء المبدعين عن مسابقات شعرية وإبداعية محلية أو عربية ذات عراقة وتاريخ كبيرين ولكنها لا تقدم جوائز مادية مماثلة داعين إلى ضرورة زيادة الدعم المادي للمسابقات الشعرية والإبداعية المحلية لأن التكريم الحقيقي والأهم للمبدع يكون في بلده وخلق شراكات مع مؤسسات اقتصادية لتطوير هذه المسابقات.
ريم قبطان رئيسة جمعية بيت الخط العربي والفنون أوضحت في تصريح لـ سانا أن الجلسات الحوارية التي تقيمها الجمعية تسعى لخلق حالة تفاعلية في المشهد الثقافي على تنوعه بما يساعد على تقديم الرؤى المختلفة حول المواضيع المثارة بهدف تطوير الواقع الثقافي.
من جهته الشاعر الدندح أوضح أن مثل هذه الجلسات الحوارية مهمة لإغناء الحراك الثقافي بالأفكار والاقتراحات والحلول للكثير من القضايا الإشكالية في الحياة الثقافية وتساهم في تقويم العمل الثقافي بشكل عام.
محمد سمير طحان