S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
حلب-سانا
تشكل عودة الحياة لمشفى العيون الجراحي بحلب الذي دمره الإرهاب وحوله قبل ذلك إلى حصون وسجون ظلامية لتعذيب الأهالي نموذجاً حياً وواقعياً يجسد إرادة أبناء المدينة في استعادة حياتهم الطبيعية الآمنة.
المشفى الذي عاد ليقدم خدماته الطبية للمرضى أصبح يغص بالمراجعين لتلقي العلاج المجاني وإجراء العمليات الجراحية العينية النوعية على أيدي الأطباء الاختصاصيين باستخدام أحدث التقنيات والأجهزة الطبية.
كاميرا سانا رصدت واقع العمل في المشفى والخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى حيث أوضح الدكتور زياد الحاج طه مدير صحة حلب أن المشفى جزء من المجمع الطبي في حي قاضي عسكر الذي كان يقدم الخدمة الطبية لأهالي مدينة حلب والمحافظات المجاورة بما كان يمتلكه من تقنيات وإمكانات علمية عالية المستوى ولدى دخول الإرهابيين هذا المجمع عام 2012 حولوه إلى سجون ومراكز للتعذيب والإعدام لكل من يخالف تفكيرهم الظلامي.
وأشار إلى أنه بهمة أبطال الجيش العربي السوري وبفضل دماء الشهداء تم تحرير المشفى والمدينة من رجس الإرهاب مبيناً أنه على الفور وبإشراف وزارة الصحة تم وضع خطة لإعادة تأهيله وترميمه وإعادته للخدمة وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية لإجراء العمليات الجراحية العينية للمرضى.
الدكتور وضاح عقاد مدير عام مشفى العيون الجراحي بين بدوره أن المشفى عاد للخدمة بعد تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة الطبية لاستقبال جميع الحالات الإسعافية العينية وتقديم العلاج الجراحي والدوائي للمرضى إضافة إلى وجود العيادات التخصصية للأمراض النوعية للعيون والعيادات العامة والبصرية وصيدلية لتامين الدواء للمواطنين ومخبر لإجراء أحدث التحاليل الطبية وشعبة للأشعة.
وبين عقاد أنه يتم إجراء العمليات الصغيرة والكبيرة التي تشمل المياه البيضاء والأجفان والشبكية والقرنية والحول عند الأطفال وعمليات الزرع لافتاً إلى أن طاقة المشفى الاستيعابية يمكن أن تصل إلى 500 مريض يومياً وبالتالي تغطية المنطقة الشمالية كاملة كما تم تزويد المشفى بغرفتين للعمليات بأحدث الأجهزة حيث يتسع المشفى لخمسة وعشرين سريراً.
وتحدث الدكتور عبيدة المفتي المدير الطبي في المشفى ورئيس قسم القرنية عن التخصصات الفرعية بالمشفى وتشمل جراحة الشبكية والقرنية وزراعتها وعلاج القرنية المخروطية وزرع الحلقات ومعالجة مرضى الحول وقسم الزرق أو المياه السوداء لافتاً إلى أن غرفة العمليات بالمشفى تضم مجهراً متطوراً وجهاز استخراج السات وزرع العدسات بكل أنواعها وزراعة القرنية وجهاز القطع الزجاجي لعلاج مرضى انفصال الشبكية والسكري.
وبين الدكتور ياسر محجوب أنه يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة للمرضى وتشخيص المرض وتحديد العلاج اللازم للرؤية أو سوء الانكسار أو المياه البيضاء وفحص الشبكية لجميع الأعمار ومعالجتهم.
وفي قسم العيادة الليزرية أوضح الدكتور رامي برهوت أنه يتم فحص المرضى على أحدث أجهزة الليزر وتحديد المرض بهدف علاجه من خلال إجراء العمليات الجراحية اللازمة وخاصة لمرضى السكري.
وفي قسم الصيدلية أوضح الممرض شادي علي أنها تحوي مجموعة متنوعة من الأدوية وأبر الالتهاب والتحسس وقطرات العين التي يتم تقديمها مجاناً للمرضى وتحدث المريض عدنان وهيبه عن معاناته من مرض المياه البيضاء والشبكية حيث يقوم بمراجعة المشفى لتلقي العلاج.
وقال المريض عمر علوش: إنه راجع المشفى بسبب معاناته من غشاوة وضعف بالرؤية وتم إجراء الفحوص الطبية اللازمة له حيث تبينت إصابته بمرض القرنية المخروطية والذي يؤدي إلى تدهور الرؤية ويواصل العلاج بإشراف الأطباء المختصين بالمشفى.
قصي رزوق
