الشريط الإخباري

قرية حضر في القنيطرة… أرض الشهادة ومصنع الأبطال

دمشق-سانا

“لو صاح صوت المنادي بالروح نفدي وطنا” أهزوجة لطالما صدحت حناجر أبناء قرية حضر في ريف القنيطرة بها في مواكب تشييع الشهداء الذين اختاروا الشهادة ليحيا الوطن بعزة وشرف وفخار.

(حضر) القرية الوادعة في القنيطرة المحررة تتربع على سفوح جبل الشيخ وتطل على أرض الجولان السوري المحتل يسكنها أكثر من عشرة آلاف نسمة قدمت نحو 150 شهيداً منهم من استشهد في معارك الشرف ضد الإرهاب على امتداد مساحة الوطن ومنهم من ارتقى في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم.

“في السادس من أيار نحيي سيرة شهداء الوطن الذين فارقونا جسداً ولم يغيبهم الموت من ذاكرتنا.. ومهما تحدثنا عن شهدائنا فنحن لن نفيهم حقهم أمام ما قدموه تجاه عزة وكرامة هذا الوطن العزيز الشامخ وأهله الكرام” بهذه الجمل استهل أنس حمد حديثه لـ سانا عن والده فهيم وأخيه أيهم اللذين استشهدا في سبيل الوطن وعزته وقال “كان أخي أول شهيد في مواجهة الإرهاب شيعته القرية أما والدي الشهيد فهيم فعاش مدرساً ومربياً فاضلاً معطاء يتمتع بمكارم الأخلاق وكان جل همه أن يغرس في الأجيال قيم الوطنية وحب الوطن والمواطنة وحرص على زراعة أرضه التي عشقها”.

ويتابع أنس “ومنذ أن بدأت الحرب الكونية على سورية شعر والدي بالخطر المحدق ببلده فارتدى ثياب الشرف وحمل السلاح وتوجه مع رفاقه إلى ساحات الذود عن كرامة وطنه ليجسدوا أسمى معاني الوفاء والعطاء وفي تاريخ 7-8-2013 جرت مواجهة ضارية على مشارف القرية مع التنظيمات الإرهابية فقاتل مع رفاقه ببسالة لينال شرف الشهادة بعد يومين من أسره على يد العصابات المجرمة ليصبح والد الشهيد شهيداً.

وعن الشهيد مرسل جبر حسون يستذكر ابنه محمد معاني التضحية والدفاع عن الوطن التي غرسها والده فيه منذ نعومة أظفاره ويقول “عندما كان يلتحق والدي برفاق السلاح في الميدان كان يصدح بأهزوجة (يا عدانا ما نهاب الموت حنا ولي يقحم ساحنا نقطع يمينه) وهي من الأغاني المتوارثة عند الخروج للحرب” مشيراً إلى أن استشهاده كان الساعة الرابعة من فجر يوم الأربعاء 20-3-2013 خلال التصدي لهجوم الإرهابيين على القرية.

اعتاد أهالي القرية على مواجهة نيران المعتدين بشجاعة وبسالة ولا سيما أنها على مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي الذي زعزعته مقاومة السوريين فاجتهد في تنويع أسلحته الغادرة لاستهداف أبناء القرية ومنازلها وأراضيها إما باعتداءات جوية أو بزرع ألغام في الأراضي الزراعية وذلك في إطار سياسة الاحتلال الهمجية التي انتهجها منذ عدوان عام 1967 أو عبر إرسال اذياله من المجموعات الإرهابية التي يدعمها للاعتداء على القرية.

الشهيد وسيم بدرية كان على موعد مع طفله القادم الذي حمل اسمه ليخلد ذكراه قبل أن تغتاله يد الغدر الإسرائيلية بتاريخ 29-7-2015 حيث يروي أخاه نديم طريقة استهداف الشهيد مع مجموعة من رفاقه داخل سيارته بغارة جوية للعدو الإسرائيلي.

وبمرور ست سنوات لم تستطع الأيام أن تمحو حزنها على أخويها اللذين استشهدا فوق تراب حضر ميساء محمود تتحدث باعتزاز وافتخار وتروي سيرة ملحمة بطولية أخرى سطرها أبناء القرية فوق ترابها الطاهر مبينة أن نزيه وثائر محمود استشهدا بتاريخ 26-4-2015 من جراء استهدافهما من قبل طائرات العدو الإسرائيلي ليرقد جثماناهما بجانب رفاق القضية يوسف جبر حسون وسميح بدرية وغيرهم ممن رووا تراب الوطن لتنبت زنابق النصر وتزين طريق العودة إلى الجولان السوري المحتل.

واستحضرت ميساء يوم شهادة أخويها كيف لف أخوها نزيه بثوب الشرف في يوم زفافه المنتظر واختار عرس الوطن قائلة إن سورية التي قدم أبناؤها دماءهم لأجلها حتما ستنتصر وتبقى عزيزة مصونة.

وبالرغم من الدعم اللامحدود للإرهابيين من قبل كيان العدو واصل أبناء القرية مسيرة البطولة والشجاعة وخاضوا معركة شرسة ضدهم بتاريخ 3-11-2017 خلال تصديهم لهجوم واسع على القرية ارتقى خلالها 17 شهيداً كان من بينهم الشهيد المغوار حسن محمود حسون حيث أكدت شقيقته نور أن أبناء القرية كجميع السوريين رضعوا حب الوطن وباتت الشهادة من عادات أهلها وتقاليد الصمود وقد عرفهم التاريخ سداً منيعاً في وجه المحتلين والطامعين الذين كان مصيرهم على مر العصور الموت والهزيمة على أعتابها الطاهرة.

 أماني فروج

انظر ايضاً

اتحاد شبيبة الثورة في درعا يحتفي بعيد الشهداء

درعا-سانا بمناسبة عيد الشهداء نظم اتحاد شبيبة الثورة في درعا احتفالاً تضمن فقرات فنية وغنائية …