الشريط الإخباري

الخطاط أدهم الجعفري: الحرف العربي يمتلك طاقات كبيرة ليكون فناً معاصراً

دمشق-سانا

بدأ الخطاط أدهم الجعفري رحلته مع الخط العربي من سن الطفولة المبكرة من خلال تعلمه على يد خاله الخطاط الراحل محمد سالم نويلاتي فنهل منه الكثير وتغذت ذائقته البصرية من أهم أعمال الخطاطين السوريين الرواد ما زرع داخله حب هذا الفن العربي الأصيل.

وعن علاقته بالحرف العربي قال الخطاط الجعفري في حوار مع سانا “منذ طفولتي سحرني جمال الحرف العربي وكنت أجد سروراً عظيماً في نفسي عندما أتأمله وبعدها دخلت معهد الفنون التطبيقية ودرست فيه باختصاص الخط العربي والزخرفة وهنا بدأت رحلتي مع احتراف هذا الفن”.

وأوضح الجعفري أن عدداً من الأساتذة المتميزين كانوا يدرسون الخط العربي في المعهد ومنهم أحمد المفتي وشكري خارشو وغيرهما ما كان له أثر كبير في رفع مستوى الطلاب.

الجعفري الذي تتلمذ في مرحلة متقدمة من دراسته لفنون الخط العربي على يد الخطاط حسن جلبي أشار إلى أن الكتابة انتقلت الى دمشق في العصر الاموي وفيها ازدهر الحرف العربي وتعددت أنواعه لينتقل بعدها إلى بغداد ومصر وباقي الأقاليم والبلاد العربية والإسلامية وصولاً إلى يومنا الحالي الذي وصل به الحرف العربي إلى الفن التجريدي لتستفيد منه مدارس الفن التشكيلي العالمية.

ويجب على الخطاط وفقاً للجعفري البدء بدراسة كل أنواع الخطوط ومن ثم التخصص بنوع محدد والتدرب عليه مطولاً والغوص في تفاصيله حتى يتمكن منه بالشكل المطلوب ويقدم أعمالاً ذات مستوى فني عال.

وعن مدى الفائدة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر فنون الخط العربي اليوم قال الجعفري “تساعد هذه الوسائل في سرعة وصول الجمهور إلى الأعمال الفنية والتواصل مع الفنانين والاطلاع على أهم المراجع العالمية في هذا السياق وعلى آخر المستجدات في عالم الفنون ولكن في الوقت نفسه هي وسيلة لتعويم ونشر الأعمال الفنية الرديئة دون ضوابط ما يشوش المواهب الشابة الباحثة عن الاستزادة في العلوم والتقنيات”.

وحول واقع فن الخط العربي في سورية اليوم قال الجعفري “توجد حالياً جهود رسمية وأهلية وفردية ولكنها غير كافية ولا تتناسب مع أهمية هذا الفن العريق وغناه ما يتطلب مشروعاً ثقافياً تتولاه المؤسسة الثقافية الرسمية بالتعاون مع الجانب الأهلي والخاص مع الجهود الفردية للنهوض بواقع الخط العربي ورفع ذائقة المجتمع الجمالية تجاهه واكتشاف المواهب الواعدة ودعمها”.

وأشار الجعفري إلى أن سورية تمتلك قائمة مهمة من أسماء الخطاطين المميزين على مستوى العالم سواء الرواد أو من أتى بعدهم وصولاً إلى اليوم داعياً إلى تسليط الضوء على تجارب هؤلاء الأساتذة الكبار بشكل أكبر للتعريف بنتاجاتهم الحرفية وإقامة متحف معاصر بمستوى عال مختص بفنون الخط العربي.

ويعبر الجعفري عن تفاؤله بمستقبل فنون الخط العربي في سورية لوجود جيل جديد موهوب بهذه الفنون ولا يحتاج سوى الرعاية ليسلك طريق الإبداع في هذا المجال ولا سيما أن الحرف العربي يمتلك طاقات فنية كبيرة تمكنه من محاكاة الفنون المعاصرة.

محمد سمير طحان