دمشق-سانا
“لغياب حد الهزيمة” باكورة أعمال الشاعر أنور درويش تضمنت نصوصا شعرية نثرية غلبت عليها المشاعر والأحاسيس العاطفية التي عبرت عما يدور في داخله من عاطفة وحب وحنين.
وتميزت لغة الشاعر في المجموعة بالسهولة والبساطة والقدرة على اللعب على الصورة الجمالية بشكل ماهر حيث جاءت في اثنين وعشرين نصا بعناوين مختلفة منها لون -حدود- أضداد -اغتراب- مغامرة – لو وسيدتي وغيرها حيث قال:
“لكثرة أشيائي .. أضعت في المدى عينيها وتغزلت في وجهها .. في ليل قمري
إلا أن حلكة السواد في قلبي أرسلتني لوادي الخيال المقيت”.
واعتمد الشاعر درويش الرمز في تكوين نصه والعاطفة التي جاءت دون أن تعتمد على الموسيقا معتبرا أن الحياة يجب أن تكون موازية للتعب والعناء وعلى الإنسان أن يتجاوز الشقاء والمحن وهذا ما عبر عنه في نصه “رحلة”.
“قدماي ليس تطويان سوى .. أغنية التعب
تسامران حصى الأرض .. وتتوقان للثم عشب الرغب
تطوقني سواعد الأيام .. فتقتص مني ساعاتي .. أيامي ولغتي وأبقى كما بقيت”.
وخاطب الشاعر مدينة الياسمين دمشق طالبا منها أن تدرك كم هو يحبها ويعتبرها كل شيء في حياته فهي تاريخه وحضارته وهي ما يشكل نصوصه وقصائده وذلك بأسلوب بسيط اعتمد فيه على النثر محاولا أن يستحضر الموسيقا التي لم تكن مطواعة عنده حيث قال في نصه “طهر”.
“اغسليني يا دمشق .. اغسليني
فطوق الياسمين ما زال .. يحلق في يميني
ونشيد الحياة يراودني .. حيناً بعد حين
اغسليني يا دمشق
فصباحي تاه في صمت السنين”.
يذكر أن المجموعة الشعرية من منشورات دار الصديق للعلوم وتقع في تسع وخمسين صفحة من القطع الصغير.
شذى حمود