50 بالمئة من مخدمي الصيدليات ليسوا صيادلة.. رحلة البحث عن دواء في حماة مغامرة مرتبطة بمخاطر

حماة-سانا

يتحول دخول صيدلية في حماة وشراء دواء إلى ما يشبه مغامرة تحمل الكثير من المخاطر المرتبطة بأخطاء قد تصل نتائجها إلى حد تهديد الحياة مع ارتفاع نسبة تواجد أشخاص لا يحملون شهادة الصيدلة في الصيدليات إلى نحو 50 بالمئة وفقا لمصادر رسمية.

ولا يخفي رئيس فرع نقابة صيادلة حماة الدكتور بشار حلواني حقيقة غياب الصيادلة عن صيدلياتهم وتكليف عاملين غير أكفاء في مجال العمل الصيدلي بنسبة وصلت إلى النصف من إجمالي عددهم معتبرا “أن هذه النسبة عالية وتنذر بنتائج سلبية لا تحمد عقباها على صحة وسلامة المرضى”.

ويكشف حلواني أن الفرع ضبط العديد من مخالفات العمل في الصيدليات وفرض إنذارات بحق المخالفين وأحالهم إلى المجلس التأديبي  مشيرا إلى اطلاق حملة بالتعاون مع مديرية الصحة لتشديد الرقابة على عمل الصيدليات ووضع حد للمخالف خاصة ما يتعلق بالصيادلة الذين غادروا البلد ويعمل بتراخيص صيدلياتهم أشخاص آخرون أو المقيمين في مدينة حماة ولا يعملون في صيدلياتهم عبر الزامهم بالعمل بشكل جزئي لتنظيم البيع.

ويلفت إلى أن النقابة تتجه لتطبيق نظام الإدارة الفنية للصيدلية ومدته خمس سنوات والتي ينبغي أن يتولاها صيدلي حصريا حتى لو لم يكن صاحب الترخيص بما يضبط المهنة خاصة بالنسبة للصيادلة المتوفين والمسافرين خارج سورية وممن دعي للخدمة الإلزامية والذين يتابعون دراساتهم العليا.

ويرى حلواني ضرورة خفض أعداد المقبولين في كليات الصيدلة وزيادة خريجي المعاهد الصحية بما يتيح لهم فرصة العمل في الصيدليات باعتبارهم يملكون خبرة في التعامل مع الأدوية والعقاقير الطبية أكثر بكثير من العاملين العاديين ولديهم قدرة الحفاظ على سمعة ومصلحة الصيادلة وصون أصول وتقاليد المهنة.

ووفقا لحلواني يقدر عدد الصيادلة العاملين في المحافظة بحدود 1400 صيدلي بعضهم يمارس المهنة والبعض الآخر يعمل بشركات توزيع دواء مشيرا إلى أنه سيتم التشديد على “الصيادلة الذين يضفون صفة دكتور على يافطتهم لإيهام المرضى أنهم أطباء وذوي خبرة في تشخيص الحالات وصرف الدواء دون وصفة”.

وحول تباين أسعار الدواء بين الصيدليات يقول حلواني إنه “يعود لظروف الأزمة وصعوبات التنقل وارتفاع أجور النقل من مستودعات الأدوية في المحافظات إلى حماة وإلزام الصيدلي باقتناء أصناف من الأدوية قليلة الطلب الأمر الذي يدفعه إلى رفع سعر بعض أصناف الأدوية الأخرى لتعويض نفقات الأدوية الملزم بها”.

ويوضح رئيس دائرة الرقابة الدوائية في مديرية صحة حماة الدكتور عبد اللطيف عكرة أن مراقبة الدوام وفتح وإغلاق الصيدليات من مهام نقابة الصيادلة ووفقا لوزارة الصحة يتعين على كل صيدلي في حال سفره أو تغيبه مهما بلغت المدة إبلاغ نقابته فيما تتمثل مهمة الدائرة بسحب عينات عشوائية من مختلف أصناف الدواء المحلية وإرسالها إلى مخابر وزارة الصحة لإجراء التحاليل اللازمة.

ويكشف الدكتور عكرة أنه من خلال الجولات الميدانية والتقصي على الصيدليات تبين وجود مستحضرات لشركات غير مرخصة أصولا ومنها معمل النور بحلب وشركة زينة وتم إتلافها وارسال محاضر التلف إلى وزارة الصحة.
وفيما يخص توفر الدواء في الصيدليات ومستودعات الأدوية في حماة يؤكد الدكتور عكرة “أن الدواء متوفر في حماة بنسبة 90 بالمئة” وذلك من خلال بدائل طرحتها شركات وطنية دوائية عادت للعمل وغطت حاجة السوق لافتاً إلى وجود أصناف مفقودة أبرزها دواء معالجة تنافر الزمر الدموية الذي يعالج التشوهات الجنينية.

وشهد العام الماضي  تنظيم 26 ضبطا وإغلاق 26 صيدلية وسحب واتلاف 2057 قطعة من ثلاثة أصناف دوائية وهي “ديكستروميتازين” لشركة “شفا” و”كيمي بكت” لشركة “كيمي” و”كلافوكسيل” لشركة “السعد” لمخالفتها شروط ومواصفات التصنيع.

وبين إجراءات الضبط والواقع يرى البعض أنه بات عليهم بعد دخول الصيدلية وقبل السؤال عن توفر الدواء وسعره التأكد من شهادة الصيدلاني للحفاظ على سلامتهم وحياة أسرهم.

عبد الله الشيخ

انظر ايضاً

إخماد حريق اندلع في أراضي زراعية تابعة لقرية النقير غرب حماة

حماة-سانا أخمد عناصر إطفاء مركز حماية الغابات في مصياف بمؤازرة فرق إطفاء من مديرية زراعة …