عادات رمضانية ما زالت حاضرة خلال الشهر الفضيل بحلب

حلب-سانا

يحافظ أبناء مدينة حلب على موروثهم الثقافي في التعبير عن البهجة بقدوم شهر رمضان المبارك من خلال مجموعة من العادات والتقاليد الرمضانية الأصيلة التي تزخرف أيام الشهر الفضيل وتضفي عليه نكهة خاصة منها ما ظل مستمراً حتى يومنا هذا ومنها ما خضع للتعديل تماشياً مع متغيرات الزمن.

وتحرص الأسر الحلبية في رمضان على تزيين موائد الإفطار بالمشروبات والمأكولات التراثية مثل “العرقسوس والتمر الهندي والمعروك” كنوع من التقاليد الرمضانية التي بقيت محافظة على وجودها حتى اللحظة حيث تقوم بعض ربات المنازل بصنع هذه الأصناف يدوياً لتضفي عليها مذاقاً مميزاً وشهياً.

وتقول ربة المنزل بشرى محمد لمراسلة سانا: “اعتدت صناعة شراب العرقسوس في المنزل منذ سنوات كتقليد مرتبط بشهر رمضان يروي العطش ويشعرنا بالانتعاش بعد ساعات الصوم الطويلة”.

ومن عادات رمضان التي واظب عليها أهالي حلب تجمع كل أفراد الأسرة في منزل الأسرة أو الجد ولا سيما في اليوم الأول من الشهر الفضيل وفي هذا الصدد تقول أم محمود: “أحضر مائدة الإفطار وأدعو أولادي مع زوجاتهم وأولادهم إلى قضاء اليوم الأول من رمضان مجتمعين متحابين”.

وعن فانوس رمضان الذي أصبح وجوده رمزاً من رموز الشهر الكريم يقول الحاج خيرو زريق: “كان فانوس رمضان وسيلة للإضاءة قديماً قبل ظهور الكهرباء والاعتماد عليها في الإنارة ولكنه تحول اليوم إلى رمز يزين ليالي رمضان بتصاميمه التراثية التي تعود بنا لذكريات الماضي”.

أما المسحراتي الذي يجوب الشوارع والأزقة لإيقاظ الناس لتناول السحور مردداً أناشيده وهو يقرع على طبلته الصغيرة فما زال حاضراً في شهر الخير كتقليد سنوي بقي صامداً في وجه المنبهات الإلكترونية حيث يستذكر حسن زكريا أيام الطفولة عندما كان يسمع صوت المسحراتي وهو يردد أناشيد تحمل في طياتها تذكيراً بفضائل شهر رمضان.

ويقول المدرس جلال حلبي: “كان المسحراتي قديماً يطوف في الشوارع والأحياء منادياً أهالي الحي كل باسمه لينبههم على وقت السحور واقتراب وقت الإمساك وبقي حتى يومنا هذا بلباسه التقليدي وصوته الشجي رمزاً من رموز شهر رمضان”.

وجرت العادة في مدينة حلب انتظار الصائمين لسماع صوت مدفع رمضان إيذاناً بحلول الإفطار والذي لم تعد طقوسه حاضرة منذ أعوام بسبب الحرب الإرهابية على سورية.

وتؤكد ميادة حسن أهمية العادات الرمضانية في قلوب الحلبيين والتي تعبر عن التراث الأصيل والعريق الذي يعيد ذكريات الماضي الجميل في كل عام.

زينب شحود