الشريط الإخباري

ترامواي دمشق… وسيلة للنقل الآمن النظيف عرفتها الفيحاء قبل 114 عاماً

دمشق-سانا

إذا سار أحدنا في شارع المتنبي بدمشق بجانب مؤسسة الكهرباء فإنه سيجد على الأرض بقايا سكة حديدية لا يزيد طولها على خمسين متراً هي بعض مما بقي من ترامواي دمشق “قطار كهربائي” الذي كان الناس يسمونه “الترين”.

الباحث أحمد بوبس أوضح في حديثه لسانا أنه كان في دمشق منذ أكثر من نصف قرن وسيلة مواصلات كهربائية راقية لا تصدر الأصوات المزعجة ولا تنفث دخاناً يسمم البشر والشجر والكائنات ويصبغ الأبنية بهبابه الأسود معتبراً أن الكثيرين سوف يندهشون عندما يعرفون أن هذه الوسيلة الكهربائية الراقية ظهرت في دمشق عام1907.

وأول من فكر بتأسيس خطوط للترام في دمشق بحسب بوبس كان رجل الأعمال يوسف مطران عام 1889 لكن عدم وجود الكهرباء حينئذ جعل من تنفيذ المشروع مستحيلاً وفى عام 1904 تم تأسيس شركة التنوير الكهربائي بدمشق وكان أول بناء تمت إنارته بالكهرباء الجامع الأموي في 8 شباط عام 1907.

وفي العام نفسه بدأ وفقاً لبوبس تسيير خطوط الترام الثلاثة في دمشق والذي تولت استثماره شركة التنوير والجر البلجيكية لتسبق بذلك الفيحاء العديد من المدن العربية والأوروبية مبيناً أن ساحة الشهداء “المرجة” كانت هي المركز الذي تنطلق منه الخطوط إلى أنحاء المدينة.

وقسم الركوب في الترام إلى درجتين أولى وثانية وكان يسمح للطلاب الركوب وبدفع أجرة أقل من باقي الركاب ووزعت خطوط الترام إلى أحياء الميدان والجسر الأبيض والشيخ محي الدين والمهاجرين والقصاع وبلدتي حرستا ودوما.

وذكر بوبس أن خطوط الترام شهدت ثلاثة أجيال من العربات المستخدمة فالجيل الأول كان شبيها بالقطار ويتألف من قاطرة وعربة أخرى مقطورة بها لم يستطع تبين لونها من الصور التي وصلتنا عنه بالأبيض والأسود وكان يفتقد إلى النوافذ الزجاجية التي تقي من برد الشتاء.

واستمر هذا الجيل بالعمل حتى منتصف العشرينيات من القرن العشرين ليحل مكانه الجيل الثاني الذي كان أكثر جمالاً ولونت عرباته بالأزرق الفاتح وزودت بالشبابيك ذات الزجاج المتحرك واستمر حتى مطلع الأربعينيات ليحل مكانه الجيل الثالث وكان نصف العربة السفلى ملوناً باللون الأخضر الغامق والنصف العلوي باللون الأصفر وبدا أكثر جمالاً من الجيلين السابقين.

ويروي بوبس أن ترام دمشق ارتبط بكثير من الحكايات من أهمها الإضراب الذي قام به السكان ضد الشركة البلجيكية التي كان يدعمها الاحتلال الفرنسي عام 1932 عندما رفعت أسعار الكهرباء وأجور الركوب في الترام وماطلت في دفع أثمان البيوت المهدمة جراء مد خط ترام دمشق دوما حتى اضطرت الشركة آخر الأمر إلى تحقيق مطالب الدمشقيين وتخفيض أجور الركوب وتخصيص مقاعد للسيدات في الحافلات.

ويوضح بوبس أن منتصف ستينيات القرن الماضي شهد إيقاف الترامويات واستعيض عنها بباصات الديزل واختفت سكك الترامواي من شوارع دمشق إلا القليل منها التي ما زالت ظاهرة إلى اليوم تذكرنا بحكاية دمشقية جميلة اسمها “الترام الكهربائي”.

شذى حمود

انظر ايضاً

التضامن يتوج بلقب بطولة دوري كرة السلة للناشئات

دمشق-سانا توج فريق التضامن بلقب بطولة دوري كرة السلة لفئة الناشئات بعد فوزه على الفيحاء …