رحلة سياحية للتمتع بمنظر الثلوج في بيت ياشوط

اللاذقية-سانا

لم تترك الجمعية الوطنية لإنماء السياحة في سورية فرصة العاصفة الثلجية دون إطلاق رحلة سياحية سريعة إلى منطقة بيت ياشوط تخللها مسير صغير لأكثر من ثلاثة كيلومترات لتكون رحلة الثلج خلال الأسبوع الماضي من الرحلات الناجحة التي نفذتها الجمعية في إطار تنشيط السياحة الشتوية التي تعد واحدة من أهدافها التي تسعى إليها.

وفي حديثها لنشرة سانا سياحة ومجتمع قالت سحر حميشة رئيسة مجلس إدارة الجمعية “إنها ليست المرة الأولى التي تطلق بها الجمعية رحلة ضمن موسم الثلج ففي نهاية عام 2013 كانت الرحلة الأولى التي تنظمها الجمعية على مستوى محافظة اللاذقية لتتحكم الظروف المناخية بعدها بتكرار الرحلة فالعواصف وشدة الثلوج وارتفاعها تلعب دورا في اتخاذ قرار إطلاق رحلة باتجاه الريف للاستمتاع بمنظر الثلوج”.

وأضافت..تواصلنا بشكل سريع مع أصدقاء الجمعية وأعضائها والأفراد المسجلين لدينا واخبرناهم بموعد انطلاق الرحلة التي كان محورها اللاذقية بيت ياشوط بشيلي لنصل إلى أقرب نقطة من جبال الشعرة التي تفصلنا عن محافظة حماة حيث وصل ارتفاع الثلج في بعض المناطق إلى أكثر من متر ونصف المتر كما وصلت المجموعة الى مناطق بيضاء بالكامل لم يقترب منها أحد بدليل عدم وجود آثار أقدام فكان جمال مشهد الأرض البيضاء المنبسطة يفوق كل الوصف.

كما ضمت الرحلة حسب حميشة أكثر من ثلاثين مشاركا من مختلف الفئات والشرائح العمرية وتم تعميم عدد كبير من الملاحظات والتحذيرات بخصوص رحلة الثلج ولاسيما ما يتعلق باللباس وارتداء أكياس نايلون قبل ارتداء الجوارب للحفاظ على حرارة القدمين مع التشديد على وجود مرافق طبي لتقديم الاسعافات اللازمة في حال حدوث أي عارض أو طارئ مفاجئ.

وتشير رئيسة الجمعية إلى “أن مثل هذه الرحلات تندرج في إطار السياحة الشتوية التي كانت تشهد إقبالا منقطع النظير من مختلف الدول العربية قبل الازمة لرؤية الطبيعة السورية الرائعة شتاء وأصبحت الآن تعتمد بشكل كبير على الوفود المحلية التي كانت تملأ المكان حيث شهدت منطقة بيت ياشوط إقبالا ملحوظا فاق السنوات الماضية فالمرافق السياحية كانت مزدحمة بشكل كبير والمطاعم ممتلئة ولاسيما في أوقات الغداء.

أما رعاية البيئة وحمايتها فهي من التعليمات التي تشدد عليها الجمعية في رحلاتها لتبقى سليمة ومعافاة حيث أوضحت حميشة أن معظم المشاركين يقومون بتنظيف مخلفاتهم اضافة الى المخلفات القديمة المتروكة في المنطقة التي يزورونها في رحلاتهم الجمعية تعمل بشكل كبير على نشر ثقافة بيئية تركز على توعية الناس بأهمية العامل البيئي الذي يعد ثروة لهم وللأجيال القادمة.

من جهته أشار مجد سليمان عضو في الجمعية إلى أن “المسير المنفذ في الرحلة جاء بسبب صعوبة سير الحافلة على الطريق العام نظرا لسماكة الثلوج ووجود الجليد فكان لابد من قطع بعض المسافة سيرا على الاقدام حتى قامت الجهات المعنية بفتح الطريق بالكاسحة ورشه بالملح لتستطيع السيارات متابعة السير”.

وأضاف..كنا المجموعة السياحية الوحيدة في المنطقة الزاخرة بالسيارات الخاصة لأشخاص يعشقون خوض مثل هذه المغامرات وهنا لابد من الاشارة الى أن جميع المرافق السياحية مجهزة بوسائل التدفئة اللازمة لقضاء وقت ممتع كما أن المشاركين استمتعوا باللعب وانشاء رجل الثلج والتقاط صور رائعة ستبقى في ذاكرتهم فالجميع طالبنا بتكرار الرحلة وعدم الوقوف على نشاط واحد مرتبط بالثلج لكن الامر منوط بالعامل المناخي ولاسيما ان الثلوج حاليا بدأت بالذوبان في المناطق الجبلية نتيجة هطول الأمطار لكن الجمعية ستسارع الى تنظيم نشاط آخر في حال توافرت الظروف الملائمة.

أما عبد القادر نيسانة مشارك في المسير فأوضح أنها المرة الأولى التي يشارك فيها برحلة سياحية عرفته على الثلج عن كثب مشيرا الى ان عددا كبيرا من الأعضاء استمتعوا بمنظر الثلوج للمرة الأولى.

وقال كانت معنا مجموعة صغيرة من منطقة القامشلي يشاهدون الثلج ايضا للمرة الاولى اي انني لم اكن الوحيد المنخرط في هذه الحالة الجديدة علي نسبيا وكان شعورا رائعا ان تشهد البياض يعم المنطقة من حولك لتصل تأثيراته الى دواخلك وتعود للطبيعة السورية النقية التي تشبه أهلها الطيبين وبالفعل كان النشاط فرصة لتنشيط الناس للدخول في جو ترفيهي بسيط يعمه النشاط والحيوية.

يشار إلى أن الجمعية الوطنية لإنماء السياحة أطلقت مؤخرا سلسلة من الرحلات للتعريف بقلاع المنطقة الساحلية المعروفة وغير المعروفة والتي يصل عددها إلى ثلاثين قلعة بدأتها الجمعية بزيارة قلعة المنيقة وستكون المحطة التالية في قلعة العليقة حيث تؤكد رئيسة الجمعية ضرورة استقطاب الجيل الشاب ممن لا يملكون خلفية عن قلاع بلدهم للتعرف عليها وتكوين خلفية عنها مشيرة الى أن برنامج الرحلات سيكون خطوة للتعريف بها إعلاميا واجتماعيا ليصار فيما بعد لتحضير برامج مستقبلية تفيد السياحة بشكل عام.

ياسمين كروم