اللاذقية-سانا
في استعادة لجمالية تجربته وتفردها ووفاء لقامة فنية وأدبية عرفتها الحياة الثقافية السورية استضافت كعادتها في كل عام صالة هيشون للفنون المعرض التكريمي لروح المبدع عيسى بعجانو.
المعرض الذي حمل عنوان “تحية إلى هيشون 8” يأتي في الذكرى التاسعة على رحيل فنان اختار أن يعرف باسم قريته في ريف اللاذقية المستمد من الأساطير القديمة “هيشون” في دلالة إلى “إله الكائنات البرية” ليجد صداه بالعديد من أعماله التي ارتكزت على الأساطير الأوغاريتية وحضارة ما بين النهرين وتجربته الخاصة في رسم الحيوانات إضافة إلى ما يقارب الـ 40 عملاً لـ 16 فناناً من أصدقاء الفنان بعجانو تميزت بتنوع أساليبها وغنى موضوعاتها.
النحات محمد بعجانو شقيق الفنان الراحل اعتبر في تصريح لمراسلة سانا أن اللاذقية قدمت فنانين كانت لهم تجارب مهمة تركت بصمتها في سورية والعالم ومنهم هيشون الذي تميز بقدرته على تلوين تجربته بأساليب مختلفة تتوافق مع مراحل حياته التي طبعت بامتلاكه لمشروع فني حقيقي إضافة إلى شخصية الفنان الإنسان الذي أحبه الجميع وأحبهم.
وأكد صديق الراحل الفنان التشكيلي محمد بدر حمدان أهمية التكريم كحالة إنسانية راقية لفنان مبدع غادر عالمنا باكراً منوهاً بأهمية هكذا معارض لأنها تشكل ذاكرة لتجارب فنية أغنت الحركة الثقافية مع العمل على تطويرها من خلال الأفلام الوثائقية والندوات الفكرية التي تعرف الأجيال الفنية الجديدة بهذه التجارب وتفردها.
شريك هيشون في أكثر من 16 معرضاً فنياً والعديد من المجموعات الفنية كأوغاريت والأبابيل وغيرها محمد أسعد “سموقان” اعتبر أن المشاركة في معرض يحمل اسم هذا المبدع تكريم للفنانين أنفسهم من خلال الاحتفاء بفنان شكل حالة رائدة في الفن التشكيلي والعمق الفكري لأعماله وغناها بالتاريخ السوري من لوحات وأبحاث وكتابات في النقد والقصة والشعر فضلاً عن علاقته بمحيطه وقدرته على العطاء الكبير والتأثير في الآخرين.
الفنان التشكيلي علي مقوص الذي عرف الراحل كفنان وصديق رأى أنه من المهم الاحتفاء بذكرى رحيل فنان امتلك هاجساً جميلاً بالفن والأدب من خلال عرض أعماله وأعمال زملائه من الفنانين ما يعكس برأيه حالة وفاء وحب.
وتميزت تجربة الفنان هيشون الذي ولد في اللاذقية عام 1954-2012 بالغنى والتنوع فاقتنيت أعماله من قبل جهات عامة وخاصة في سورية ومختلف دول العالم إلى جانب أبحاثه وأعماله في ميادين الدراسات النقدية والكتابات البحثية الفنية والقصة القصيرة والشعر.
فاطمة ناصر