الشريط الإخباري

الحركة الأدبية في حمص تخسر أحد أعلامها برحيل الشاعر محمد الفهد

حمص-سانا

خطا الشاعر الراحل محمد الفهد على دروب الشعر حتى آخر لحظة من حياته تاركاً عشرات الدواوين والمجموعات الشعرية التي جعلت من اسمه أحد أعلام الشعر السوري المعاصر.

بفقدانه أمس خسرت حمص واحداً من الأسماء المضيئة في سماء الأدب فأخذت تجربته الشعرية التي استمرت على مدى ستين عاماً من العطاء أفقاً واسعاً من التطوير والحداثة التي يصفها بأنها بنت الحياة بشرط ألا تنفصل عن الماضي فيقول: “علينا أن نفتح نوافذنا للريح لكن لن أسمح لريح أن تقتلعني من جذوري”.

أما القصيدة النثرية فيعتبرها في مأزق كبير وكل قصيدة هي بنظره جميلة طالما تحمل عوالم الحب والجمال والتساؤل ويجد في الشعر والفلسفة مزيجين متناقضين من التآلف والتنافر أما الكتابة عنده فهي منبع للتدفق اللغوي وعملية تعبر عن التراكم الثقافي والمعرفي.

ويصور المرأة على أنها منبع الإلهام لأنها تعبر عن الكون كله فكانت قصائده محملة بنفحات من الجمال الأنثوي الرقيق والغزل.

“الفهد” وهو من مواليد حمص 1945 يحمل إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق وتولى العديد من المهام منها مقرر لجمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب ومن إصداراته الشعرية “مرايا الوقت” و “مرثية الرؤيا” و “فصول العشق” و “ناي يذاكر في الظلام” و “سراب على الغيم” و “حبر الغياب”.

حول وقع رحيله الحزين على أصدقائه قال الدكتور “عبد الرحمن بيطار” رئيس فرع اتحاد الكتاب بحمص أن الفهد كان من أهم الشعراء المخضرمين الذين حملوا على عاتقهم الهم الثقافي وكان دائما حاضرا بشعره ونتاجاته الأدبية والشعرية في المشهد الثقافي الحمصي وبفقدانه خسرت مدينة ابن الوليد واحداً من ألمع شعرائها الذين حملت قصائدهم طابع الحداثة.

الشاعر “عصام جنيد” أحد أصدقاء “الفهد” منذ فترة الشباب عبر عن حزنه لرحيل صديقه وقال: التقينا على محبة الشعر وافترقنا على محبته أيضاً واصفاً أسلوبه الشعري بالمميز لأنه اعتمد على الجملة الفضفاضة الواسعة الممتلئة بالجمل الرشيقة وبالصور الحسية بعيدا عن الحشو بنمط يظهر الذائقة الفنية رفيعة المستوى لدى الراحل.

الناقد “محمد رستم” وصف تجربة “الفهد” بالمتميزة من حيث تناسق المفردات وتماسكها ما أعطاها نغمة انسيابية ساحرة واهتمامه بالزمن وكيف يمر على الإنسان إضافة إلى تضمينها صوراً شعرية جذابة جعلت منه أحد أبواب الشعر في مدينة ديك الجن.

حنان سويد