الشريط الإخباري

بايدن بين موسكو وبكين- بقلم: بشار محمد

لم تكن تلك الاتهامات التي صبها الرئيس الأميركي جو بايدن باتجاه موسكو نوبة من نوبات الخرف وقد بلغ من العمر عتياً، وهي ليست كنوبات الجنون والحماقة التي كانت تلتهم عقل سلفه ترامب بل هو يعي تماماً ماذا يقول وكيف يطبق تماماً سياسات إدارته التي رسم ملامحها جيداً مع بحبوحة كبيرة من التفكير قبل تثبيتها والانطلاق لتنفيذها.

عندما كان بايدن يصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ب “القاتل” ويحمله فبركات مزعومة كانت الإدارة الأميركية تعمل على قلب رأس الناخب الأميركي الذي يتحضر للحكم بين الجمهوريين والديمقراطيين بانتخابات نصفية قريبة وفق سيناريو بات قديماً لاكته ألسنة وسائل الإعلام الأميركي قبل غيرها للتذكير بأن خسارات الحمار الأميركي في الانتخابات الرئاسية السابقة سببها التدخل الروسي من خلف الكواليس لتعديل إعدادات النتائج بما يتوافق ومصالح موسكو وذلك وفق زعم آخر صيحات الدعاية الأميركية.

بايدن الذي كان يقرع الطبل باتجاه موسكو أرسل تحضيرات العرس إلى سيؤول في مواجهة الصين عبر وزير خارجيته الذي تأبط وزير الدفاع لويد أوستن وبدأ بالتحشيد الممنهج ضد بكين متجاوزاً الخطوط الحمراء بالحديث المزعوم عن حكم ذاتي في هونغ كونغ إلى تقويض الديمقراطية في تايوان وانتهاك حقوق الإنسان في التبت إضافة إلى التأكيد على المشكلات البحرية في بحر الصين الجنوبي.

أن تكون أول رحلة خارجية يقوم بها كبار أعضاء إدارة بايدن إلى اليابان وكوريا الجنوبية بهدف تعزيز تحالفات واشنطن في أقصى شرق آسيا فهو أمر يؤكد حتمية المواجهة المفتوحة بين بكين وواشنطن على مختلف الصعد للعمل على محاولة تثبيت التنين الصيني وخاصة أن أوروبا انجرت عن سابق إصرار وتصميم وراء واشنطن وانصهرت بشكل تام في السياسة الأميركية على حساب مصالحها الوطنية لترشح الأخبار عن عزم الاتحاد الأوروبي القيام وفي خطوة لم يقدم عليها منذ عام 1989، وفق مصادر دبلوماسية أوروبية على فرض عقوبات على الصين بحجة انتهاكات حقوق الإنسان المرتكَبة ضدّ أقلية الإيغور المسلمة في شينجيانغ.

الصين وروسيا مصنفتان على لائحة أعداء الولايات المتحدة الأميركية لتكون مواجهة واشنطن مع بكين مفتوحة ويوازيها مواجهة محدودة مع موسكو لأهداف سياسية على المستوى الداخلي الأميركي ولكن هل حسبت واشنطن خطوات التراجع وسط هذا التصعيد..؟