الشريط الإخباري

مدرسة أوفانيا بالقنيطرة انعتقت من كابوس الفكر الظلامي وانطلقت تنبض بتلامذتها وصفوفها المزينة بألوان الحياة-فيديو

القنيطرة-سانا

ربما استطاع الإرهاب هدم جدران مئات الصفوف وأسوار عشرات المدارس وتلويث ألواح السبورة بشعارات زائفة وكلمات منمقة أريد بها باطلاً وهي تخفي وراءها ظلامية فكر تكفيري مقيت.. بعد عشر سنوات عجاف من الإرهاب فشل إرهابهم في وأد جذوة الحياة والتوق إلى مقاعد الدراسة عند أطفال سورية ومن خلفهم ذووهم الذين صبروا وشجعوا أبناءهم على العودة.. فعاد الدفء ودبت الحياة في مدارس أريد لها أن تكون مقرات ومخازن أسلحة القتل ومنطلقاً لعمليات إرهابية.

مدرسة أوفانيا للتعليم الأساسي أنموذج لعشرات المدارس في محافظة القنيطرة التي نفضت عنها غبار الإرهاب ونهضت من جديد لتضج صفوفها بالعلم وتزدحم اروقتها بالمعلمين والتلاميذ لتكتب فصلاً نيراً من قصة صمود وإرادة شعب يريد الحياة وينشد مستقبلاً يليق ببلادهم الموغلة في التاريخ حضارة وإنسانية وعلماً.

“أريد أن أصير مخترعاً لأساهم في تطوير سورية.. أحب دراستي.. ومدرستي تساعدني على تحقيق أحلامي”.. كلمات مليئة بالإصرار على التفوق والنجاح قالها الطفل في الصف السادس موسى نايف بكر لمراسل سانا إيماناً منه بأهمية العلم لبناء الوطن ورسم مستقبله الذي يليق بأبنائه.

وبالفطرة السليمة وبالمشاعر النبيلة التي صقلت في مجتمع مدرسي تعاون أقطابه على التربية والتعليم تقول التلميذة حبيبة محمد العلي.. أحب المدرسة والمعلمات وسأصبح طبيبة لأداوي المرضى وتقديم المساعدة للمحتاجين.

وحذت حذوها التلميذة رباب علي بكر التي تفوهت بكلمات كأنها البرد من شدة نقائها وصدقها وعفويتها: “سأصبح طبيبة أسنان لأعالج المرضى من دون مقابل”.

مديرة المدرسة خديجة نصار بينت أنه “بعد عودة الأمن والأمان إلى المنطقة وعلى الرغم من الدمار الذي حل بالمدرسة تم افتتاح المدرسة للعام الدراسي 2018-2019 ومنذ اليوم الأول التحق نحو 60 تلميذاً وسط فرحة عارمة لا توصف منهم ومن ذويهم ومع عودة الأهالي الذين تهجروا نتيجة سيطرة الإرهابيين على مناطقهم زاد عدد التلاميذ وتعاون المجتمع المحلي مع إدارة المدرسة وتم ترحيل الأنقاض وتجهيز الصفوف كما تعاونت معنا منظمة الهلال الأحمر بتقديم بعض المساعدات”.

وأضافت نصار: “أن وزارة التربية وبالتعاون مع اليونيسيف أنجزت أعمال التأهيل والترميم العام الماضي ووصل عدد التلاميذ إلى 120 كما تم افتتاح روضة للأطفال ورفد المدرسة بكوادر تعليمية متميزة”.

الظروف التي عاشتها مناطق متعددة بالمحافظة نتيجة الحرب العدوانية على سورية أدت إلى تسرب العديد من التلاميذ وخاصة في الريف وتوضح نصار أنه تمت إقامة دورات تعليمية للمتسربين ونال بعضهم شهادة التعليم الابتدائية ومنهم نال شهادة التعليم الأساسي مؤكدة أن إدارة المدرسة تتواصل مع عدد منهم لترغيبهم بمواصلة التعليم ما دفع أكثرهم إلى التسجيل في المدارس الثانوية لإكمال تحصيلهم الدراسي.

ولفتت إلى أنه بالتعاون مع مديرية التربية بالقنيطرة والهلال الأحمر “نقوم بدورة تقوية لتعويض الفاقد التعليمي الذي حصل في العام الفائت نتيجة انتشار مرض كوفيد19” مشيرة إلى الجهود الكبيرة التي بذلت خلال الفترة الأولى من افتتاح المدرسة لترغيب التلاميذ بالمدرسة ولترسيخ أهمية التعليم في أذهانهم حيث إن الكثير منهم لم يعرف مقاعد المدرسة سابقاً نتيجة الأحداث.

تلاميذ مدرسة أوفانيا الذين أدوا مسرحية عفوية ضمن النشاطات والدروس اللاصفية وتلقت مجموعة منهم درسا في قواعد اللغة العربية في حديقة المدرسة تمنحهم الطبيعة الغناء داخل أسوار المدرسة ومحيطها واهتمام الأسرة التعليمية فيها وتعاونها مع الأهالي أفقاً نيراً وبيئة خصبة للإبداع والتفوق ما يجعل مخرجات التعليم مبنية على مرتكزات صلبة يبنى عليها هيكل سليم للعملية التعليمية والتربوية فيها وفي مختلف المدارس التي طالتها يد الغدر والإرهاب.

انظر ايضاً

مدرسة أوفانيا بالقنيطرة تنبض بتلامذتها وصفوفها المزينة بألوان الحياة