حلب-سانا
تشكل حالة المعلمة عبير مكانسي التي فقدت أحد أطرافها السفلية جراء قذيفة صاروخية غادرة استهدفت مدرستها بحي الفرقان في حلب حالة إنسانية فريدة للتحدي والصمود بوجه الإرهاب والاصرار على متابعة إكمال رسالتها التعليمية.
ومن منبرها التعليمي في مدرسة الفرقان المحدثة تستعيد المعلمة مكانسي لحظات تعرض مدرستها خلال عام 2016 لقذيفة صاروخية أطلقتها التنظيمات الإرهابية المسلحة وتستحضر صرخات الأطفال ومشاهد الدمار التي خلفتها مع استشهاد 9 أطفال منهم 3 في صفها و6 في الباحة في حين خسرت هي قدمها اليسرى وأصيبت بجروح ورضوض مختلفة.
ولدى معالجتها في مشفى الجامعة واخبارها بإمكانية تركيب طرف صناعي يساعدها على المشي تقول مكانسي لمراسل سانا كان “أول ما فكرت به هو إكمال مسيرتي التعليمية والعودة إلى مهنة التدريس وتعليم الأطفال” وتتابع “حب التعليم يسري في دمي وهي مهنة لا أستطيع التخلي عنها ولا يمكن للإرهاب إبعادي عنها”.
وتبين مكانسي أنه بعد تركيب الطرف الصناعي عادت عام 2017 لمهنتها التي أحبت أقوى مما كانت لتواكب طلابها في الصف الثاني مشيرة إلى أنها وضعت نصب عينيها هدفاً سامياً هو تعليم الأطفال وعدم الاستسلام.
وختمت بالقول “منحت طلابي وزميلاتي المعلمات الطاقة الإيجابية للتحدي ومواصلة العمل” مقدمة التهاني لجميع المعلمين بمناسبة عيد المعلم وموجهة الشكر لمديرية التربية التي أعادتها لمهنتها التي تحب.
حالة أخرى أثبتت حبها وتمسكها بمهنة التعليم يؤكدها مدير المعهد الصناعي الثالث التابع لمديرية تربية حلب حسان زلف والذي أمضى أكثر من 3 عقود في تعليم الأجيال الرسم الهندسي وحرف النجارة اليدوية والنسيج وشارك بتأليف مناهج المرحلة الثانوية لمهنة النجارة والزخرفة.
وبين زلف لمراسل سانا أنه بعد تعرض المعهد للتخريب والدمار على يد الإرهابيين تم العمل لإعادة تأهيل ما تضرر من أجزاء المعهد من خلال تجميعها ونقل بعضها لمدرسة التلمذة للتعليم المزدوج ومن ثم العودة لمكان المعهد لإكمال مسيرته التعليمية وإنتاج المقاعد والطاولات المدرسية وتفعيل قسم النسيج وتخريج طلاب متمكنين بحرف النسيج والنجارة.
قصي رزوق