حلب والسويداء-سانا
هل يشكل تطبيق مصطلحات الليبرالية الحديثة والعولمة التي أطلقها الغرب حلا أمام بقية الشعوب للنهوض واللحاق بركب التطور أم إنها أساليب جديدة للتأثير على المجتمعات وسلخها عن تاريخها.
للإجابة عن هذا التساؤل يوضح الدكتور عبد الرؤوف نحاس من كلية الاقتصاد بجامعة حلب لمراسل سانا أن الغرب يهدف من خلال سياسة منظمة تحت شعار الليبرالية الحديثة إلى نشر أفكار تبعد الإنسان عن إرثه وعاداته وتقاليده بدعوى التطور والحداثة وتجاوز المشكلات القديمة وتعظيم حقوقه على حساب حقوق الأمة مبينا أن الليبرالية الحديثة مشروع تفكك وإبعاد الفرد عن دينه وقوميته في محاولة لإلغاء الحضارة بكل جوانبها والتأثير المستمر على اللغات الام لتهميشها.
ووفق الدكتور نحاس فإن مواجهة الليبرالية الحديثة تكون عبر العودة إلى الإرث والتاريخ والحضارة والدفاع عن لغتنا وتمكينها وحفظها اضافة إلى حفظ التراث الشعبي بكل جوانبه.
ويرى الدكتور حليم أسمر استاذ كلية التربية بجامعة حلب أن الفكر الليبرالي هو الفكر الحر ويبنى على الوعي الهادف لتحقيق أهداف مختلفة لكن المشكلة تكمن بمن يتبناه ويمول توجهاته ومراميه ولا سيما بعد أن تبنته العولمة المعاصرة ما أظهر وجهين في العالم يتنافسان هما العولمة التي تريد إلغاء كل خصوصية وتجارب محلية ودول وطنية وقوميات والعالمية التي تهدف إلى احترام الخصوصية والمحافظة على التجارب المحلية مبينا أن لدى السوريين خصوصية وتجارب وتقاليد ولا يجوز الاستغناء عنها.
الدكتورة نسرين السلامة نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الثانية في السويداء اعتبرت أن الليبرالية تعمل على تفريغ المجتمعات من قيمها ومبادئها وإيمانها ليسهل اختراقها والسيطرة عليها بالاعتماد على الثورة التكنولوجية من فضاء الكتروني ووسائل تواصل اجتماعي مستهدفة وبخطط محكمة فئات المجتمع المختلفة عمرا وانتماء وفكرا وثقافة بأسلوب يتناسب ونقاط الاختراق الممكنة.
ووفق السلامة فإن سورية تواجه خطورة تغلغل الليبرالية الحديثة في ظل ما تتعرض له من حرب ثقافية وفكرية تتزامن مع الحرب الإرهابية والاقتصادية بالمقابل يمتلك المجتمع السوري مقومات يمكن استثمارها في مواجهة هذا الفكر تنطلق من أصالته وحضارته وخصوصيته وتقاليده المجتمعية الايجابية الأصيلة من خلال الحفاظ على التراث الثقافي والحضاري السوري وتعزيز القيم والعادات والأخلاق والتقاليد الإيجابية إلى جانب نشر الوعي المجتمعي والتعريف بالليبرالية الحديثة وأدواتها وأشكالها.
الباحث في التراث المجتمعي محمد طربيه لفت إلى خصوصية المجتمع السوري حيث الفرد فيه جزء من كل تحكمه مبادئ وعادات وتقاليد وآداب في الوقت الذي تركز الليبرالية الحديثة على مبدأ الفرد وحريته الشخصية وأهميته وقدرته المادية والفكرية والاجتماعية التي يمكن أن يحقق فيها منفعة دون الالتفات كثيرا إلى الجماعة من خلال محاولة فصله عن محيطه.
ويؤكد الباحث طربيه أهمية دور الأسرة في التنشئة وتعزيز العادات والتقاليد الأصيلة لدى الأبناء مع ضرورة أخذ القانون دوره في معالجة الظواهر الخارجة عن تماسك المجتمع وقوانينه واعرافه وتقاليده.
زينب شحود وغسان خيو