دمشق-سانا
كتقليد راسخ في برامج دور الأوبرا العالمية ومنها أوبرا دمشق لتقديم الأشكال الموسيقية كافة أحيا أربعة موسيقيين أكاديميين أمسية لموسيقا الحجرة احتضنتها خشبة مسرح الدراما بدار الأسد للثقافة والفنون.
وتضمن برنامج الأمسية التي قدمها كل من الموسيقيين لورين المصفي على آلة الكمان وجول شاهين على الكلارينت ونارا خانمه على الباصون وأنطوني فاتشيه كنوزي على البيانو 4 مقطوعات لمؤلفين أوروبيين من مدارس مختلفة ولكنها تنتمي جميعاً لمقطوعات أعدت خصيصاً لثلاث آلات وجاءت مضامينها من وحي حالات عاطفية.
عزفت الفرقة للمؤلف الروسي ميخائيل غلينكا الأب المؤسس للموسيقى الكلاسيكية في روسيا مقطوعة ثلاثي مثير للشفقة لآلات الكلارينت والباصون والبيانو التي جاءت على شكل سوناتا مع نغمات هادئة لتعبر عن حالة الحب ولكنها في الوقت نفسه تعتبر بمثابة التحدي للعازفين لما تتطلبه من تركيز عال وهارموني بين أعضاء الفرقة.
المقطوعة الثانية التي قدمتها الفرقة كانت للمؤلف الأرميني آرام خاتشوريان وهي ثلاثي الكمان والكلارينت والبيانو وتعد الأشهر ضمن هذا المضمار واتسمت بحركاتها المتنوعة ومزجها الموسيقى الشرقية والريفية وبتفاعل عذب بين الكلارينت والبيانو.
المؤلف الألماني كارل ماريا فون فيبر كان صاحب المقطوعة الرابعة التي عزفتها الفرقة ورغم أنه أهم مؤلفي الموسيقى الأوائل في المدرسة الرومانسية ولكن أعماله لا تؤدى كثيرا على مسارحنا لتحمل هذه المقطوعة والتي عزفتها الكلارينت والباسون والبيانو طابعا مختلفا عن سابقاتها اتسم بتمازج شديد للآلات في حالة تصاعدية تعبيرية عن الحب والخوف والحزن في آن معا.
ولأن الحب كان محور جميع المقطوعات كان بديهيا أن تختتم الفرقة فقرات حفلتها به عبر مقطوعة للمؤلف البريطاني إدوارد إلجار حملت عنوان تحية للحب وهي نغمات عذبة للبيانو والكمان تفيض رقة وشفافية تحافظ على رتمها العاطفي الهادئ حتى النهاية.
يذكر أن موسيقا الحجرة هي شكل من أشكال الموسيقى الكلاسيكية التي تضم مجموعة صغيرة من الآلات يؤديها عدد صغير من العازفين بدون قائد وبذلك يحظى كل مؤد بحرية فنية أكثر ولكن في إطار النص الموسيقي المكتوب وكانت تلقب موسيقى الحجرة بموسيقى الصالون لأنها كانت في الأصل تكتب للعزف في صالونات الأمراء.
رشا محفوض