طهران-سانا
دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اللاعبين الدوليين الرئيسيين إلى التعاون البناء في الحل السلمي والسياسي للأزمة في سورية.
وذكرت وكالة ارنا الايرانية للانباء اليوم أن ظريف اكد خلال لقائه في جنيف المبعوث الخاص للامم المتحدة الى سورية ستافان دي ميستورا أن “السياسة المبدئية لايران حيال الازمة في سورية هي ان الشعب السوري هو الذي ينبغي ان يقرر مستقبله بنفسه”.
وتابع ظريف ” إننا مازلنا على استعداد لأداء دورنا البناء وسندعم كذلك جهود منظمة الامم المتحدة في هذا المجال” مضيفا ” إننا نتوقع من اللاعبين الدوليين الرئيسيين إبداء التعاون البناء في مسار الحفاظ على السيادة الوطنية ووحدة اراضي سورية والحل السياسي للازمة فيها”.
عبد اللهيان: الرئيس الأسد من وجهة نظر إيران وروسيا هو محور أي حل أو عملية سياسية في سورية
بدوره أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية حسين أمير عبد اللهيان أن من وجهة نظر ايران وروسيا أن السيد الرئيس بشار الأسد هو “محور أي حل سياسي في سورية” وقال: “إن أي اتفاق وعملية سياسية في سورية يجب أن تبدأ مع الرئيس بشار الأسد بحيث يمكن للشعب السوري أن يطمئن لمستقبل بلاده ويقرر مصيره بنفسه”.
وقال عبد اللهيان في مقابلة مع قناة العالم الإخبارية اليوم: “إن نتائج العملية السياسية في سورية لن يكون لأي بلد شأن فيها وإنما ستكون من شأن الشعب السوري وحسب قراره الواضح والصريح في جو هادئ ومستقر وخال من الإرهابيين” مشددا على أن صمود سورية على مدى أربع سنوات ناتج عن مقاومة الجيش والشعب السوري للحرب الإرهابية التي استهدفتها.
وأشار عبد اللهيان إلى تخفيف الولايات المتحدة لهجتها حيال سورية وقال: إن” الأنباء التي تصلنا من قنواتنا الدبلوماسية تقول إن الأميركيين قد خدعوا من قبل بعض أصدقائهم في المنطقة بخصوص سورية والوعود والمعلومات الخاطئة التي تلقتها أميركا من أن الدولة السورية ستسقط خلال أسبوع أو شهر وما إلى ذلك كانت مخالفة للوقائع على الأرض في سورية”.
وتابع عبد اللهيان: “إن الذين توقعون سقوط الدولة السورية لا يملكون فهما حقيقيا عن العالم العربي والداخل السوري.. والظاهر أن الأميركيين وبعد أربع سنوات على الأزمة في سورية أدركوا هذا الواقع من أن إجراءاتهم حيال سورية لم تؤد إلى النتائج التي كانوا يرجونها وهذا ناتج عن اقتراب واشنطن من الواقع في سورية وأن من يدعون المعارضة يفتقدون إلى قاعدة شعبية وتأثير ونفوذ في سورية”.
وبشأن المبادرة الروسية لحل الأزمة في سورية والدور الإيراني أشار عبد اللهيان إلى المشاورات مع المسؤءولين الروس حول استمرار الدعم الشامل لسورية والتأكيد على الحل السياسي لإخراج سورية من الأزمة لافتا إلى وجود مشاكل تعترض طريق الحوار بين أطراف المعارضة السورية في موسكو مع وجود تفرق وتشتت بينهم وقال “واحدة من مكامن قلقنا هي أن قسما كبيرا من أطراف المعارضة التي من المقرر أن تجتمع في موسكو يفتقد إلى القاعدة والنفوذ والتأثير في سورية وهذه هي القضية التي يمكن أن تخلق المشاكل أمام الحوار”.
وأكد عبد اللهيان أن “من حق كل الأطراف والأطياف الفاعلة والمؤثرة في سورية سواء المعارضة أو غيرها أن تشارك فيه ونحن نعتبر ذلك بداية جيدة ونعتقد بأنه يجب بذل المزيد من الاهتمام بالحلول السياسية”.
وحول العلاقات الايرانية السعودية قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والافريقية إن “السعودية تظهر في بعض القضايا تصرفات لا ترضي ايران وتثير قلق دول المنطقة” موضحا أن السنوات الماضية “شهدت بعض الأخطاء الاستراتيجية من قبل السعودية على مستوى المنطقة كدعم المنظمات الإرهابية والاستفادة منها لتغيير الحكم في سورية والعراق والتعاون مع عدد من الدول من خارج المنطقة لخفض أسعار النفط والأضرار بدول المنطقة واقتصاداتها”.
وبشأن قضية خفص أسعار النفط قال عبد اللهيان: إن “هناك أنباء وصلتنا عن تواطؤ بعض الدول في المنطقة مع دول من خارجها لخفض أسعار النفط إلى مستوياتها المتدنية الحالية” مضيفا “إنه تم إبلاغ المسؤولين السعوديين وعبر القنوات الدبلوماسية بأنه لا بد من اتخاذ إجراءات حكيمة لمنع استغلال أعداء المنطقة للإضرار باقتصاداتها الصاعدة”.
وحول المفاوضات النووية مع مجموعة “خمسة زائد واحد” أشار عبد اللهيان إلى أن هناك بعض القلق غير الحقيقي والمفتعل ازاء برنامج إيران النووي وخاصة من السعودية مشددا على أن المفاوضات النووية ليست ضد أي بلد في المنطقة موضحا أن ما يتم طرحه في جلسات المفاوضات النووية هو ما يحدد مصير ونتائج هذه المفاوضات.
وأكد عبد اللهيان أن “القضايا الهامشية والمساعي الصهيونية لن يكون لها أي تأثير على نتائج المفاوضات النووية” مشيرا إلى أن بعض الأطراف في المفاوضات ترغب في إقحام بعض القضايا الاقليمية في المفاوضات النووية وأن تفتح من خلال ذلك باب المفاوضات مع إيران حول قضايا مثل سورية لكن الأمور واضحة ونحن لن نتفاوض إلا حول الملف النووي الإيراني.
وقال إن “المفاوضات النووية ونتائجها ستكون بمعزل عن أي تفاهم واتفاق حول القضايا الاقليمية ونعتقد بأن قضايا المنطقة يجب حلها بين كل مكوناتها” مشيرا إلى أن الأميركيين يريدون استغلال أي مناسبة لإقحام قضايا المنطقة في المفاوضات النووية حتى أنها بعثت برسائل مباشرة وغير مباشرة لإيران بذريعة محاربة الإرهاب وتنظيم “داعش” الإرهابي وحل الأزمة في سورية.
وفي السياق أكد عبد اللهيان في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية ارنا اليوم أن إيران ستواصل مكافحتها للإرهاب في المنطقة بشكل حاسم وذلك بتنسيق كامل وبطلب من الحكومتين السورية والعراقية.
وقال عبد اللهيان: “إن إيران قد حذرت دوما الدول الغربية وبلدان المنطقة منذ اندلاع الازمة في سورية من ضرورة الابتعاد عن استغلال الارهاب لأن تبعاته السلبية ستمس كل المنطقة والمجتمع الدولي” معربا عن أمله بأن “يهتم الغرب وبعض دول المنطقة بشكل جاد بمكافحة الإرهاب من دون اتخاذ أي سياسات مزدوجة”.
وأشار عبد اللهيان إلى أن أحداث فرنسا تعد جانبا صغيرا من تحذير إيران إزاء موضوع الارهاب لافتا إلى أن إيران تعد البلد الأول الذي يتواجد بقوة في الجبهة الأمامية لمكافحة الإرهاب في سورية والعراق والمنطقة.
يشار إلى أن عبد اللهيان جدد أمس تأكيده على انتهاج بلاده استراتيجية التعاون والحوار مع جميع دول المنطقة لمكافحة الإرهاب وتعزيز وترسيخ الاستقرار والأمن في المنطقة.
لاريجاني: الاستخبارات الغربية ودول بالمنطقة أوجدت التنظيمات الإرهابية بالمنطقة
من جانبه أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني “علي لاريجاني” ان سلوك وخطاب وأفعال الدول الغربية “تنعش” التنظيمات الإرهابية و”تمدها بالحياة” وان تصرفات المجلة الفرنسية “شارلي ايبدو” تندرج في هذا الإطار.
وشدد لاريجاني خلال كلمة له اليوم أمام الاجتماع التاسع لرابطة المدرسين والعلماء بمدينة قم جنوب طهران على ان وكالات الاستخبارات الغربية وبعض دول المنطقة أوجدت الإرهاب في الشرق الأوسط والتنظيمات الإرهابية وقال “ان مخططات أجهزة المخابرات الغربية أدت إلى تنامي أنشطة الإرهابيين وأن هذا الأمر موثق بالأدلة”.
وأشار رئيس مجلس الشورى الإيراني إلى هجمات باريس الإرهابية الأخيرة موضحا ان إعادة الإساءة لنبي الإسلام إنما يدل على انهم لا يدركون حقا أو انهم يتعمدون ذلك لنمو الإرهاب.
وحول “التحالف الدولي” ضد تنظيم “داعش” الإرهابي أشار لاريجاني إلى ان محللي المنطقة يتحدثون عن “ضبابية” ما تهدف إليه الولايات المتحدة حيث انها تعمد إلى قصف مناطق لا يتواجد فيها الإرهابيون وهذا يقود إلى نتيجة مفادها بانها لا تريد القضاء على الإرهابيين الأمر الذي يشكل فضيحة لتحالف مكون من 40 دولة عجز أمام مجموعات إرهابية.
ولفت لاريجاني إلى وجود تيار جديد في المنطقة يعمد إلى إثارة الخلافات بين الدول الإسلامية ومن جهة أخرى يتظاهر بمناوأته “لداعش” وعمليا يدعم الإرهابيين.
يشار إلى ان رئيس السلطة القضائية في إيران “صادق املى لاريجاني” دعا أمس خلال اجتماعه بكبار مسؤولي الأجهزة القضائية في إيران الدول الغربية إلى التخلي عن دعم الممارسات والأعمال الإجرامية للتنظيمات الإرهابية ضد شعوب العالم بمن فيهم الشعبان السوري والعراقي.