زملاء وتلامذة الفنان التشكيلي الراحل عبد الكريم فرج: موسوعي وعالم أكاديمي

دمشق والسويداء-سانا

الفنان التشكيلي الراحل الدكتور عبد الكريم فرج أحد الأسماء الكبيرة في فن الحفر والطباعة بسورية وتمكن إلى جانب شخصيات مميزة من ترسيخ وجود الحفر كفن مستقل ذي هوية مميزة على خارطة التشكيل السوري عبر نتاجات فنية وبحوث ودراسات وكتب غدت مراجع مهمة للدارسين.

الراحل الذي توفي أول أمس مزج في الكثير من أعماله بين تقنيات وأساليب متعددة تجمع بين الحفر وتقانات الرسم والتصوير وكان متمكنا من كليهما كما استخدم الكولاج فوق سطح اللوحة فشكل منه أعمالا متنوعة بديعة استقى أفكارها من موجودات القرى والأرياف والفنون المحلية.

عميد كلية الفنون الجميلة الثانية بفرع جامعة دمشق بالسويداء الدكتور غسان عبود بين في تصريح لـ سانا أن كليتي الفنون الجميلة في دمشق والسويداء فقدتا ركنا أساسيا وعالما وأكاديميا وفنانا مبدعا ترجل عن منبر العلم وهو في قمة العطاء حيث كان يعلم ويشرف على رسائل الماجستير والدكتوراه وكان له الفضل الأول في تأسيس كلية الفنون بالسويداء التي كان يخصها حتى آخر أيامه بالعطاء يلتقي مع طلابها واساتذتها ويقوم بورشات العمل ويشرف على مشاريع التخرج حتى أصبح طلابه مدرسين وزملاء له يتابعون مسيرته.

الفنان التشكيلي رامز حاج حسين أحد تلامذة فرج بين أن الراحل كان معطاء متفانياً ناقداً ومرشداً يعمل بيده على تصويب عثرات الطلاب ويجزل في العطاء بحب وعناية مشيرا الى انه كان يطلعه على كل جديد له في الكلية أو في حياته العملية لمجلات الاطفال وقصصهم وكان قريبا من طلابه يجالسهم بود ويتقرب منهم بأحاديثه عن تجارب سابقة وخبرات متراكمة صقلت فيه الإنسان قبل الفنان فكان الفنان الموسوعي والمثقف الفني الذي يدعم ويمنح فسحات من الأمل.

وعن الدور الريادي للفنان الراحل بين الناقد والفنان التشكيلي أديب مخزوم أن فرج ركز على إخراج لوحات تعطي المشاهد صورة استعادية لمراحله الفنية منذ بداياتها كما قدم تجربة تشكيل لوحات تجريدية مميزة أصبحت جزءاً من الواقع الشرقي بفلكلوره وتراثه العريق فكان يعتمد على التشكيلات ذات الأصول التراثية التي قدمها على مساحات لونية نسيجية متجاورة ومتداخلة تعطيه بصمة وأسلوبية خاصة.

ومن أصدقاء الفنان الراحل يتوقف الفنان التشكيلي طلال العبد الله عند ما تمتع به الراحل من طيبة ومحبة وصدق وأخلاق وتواضع وممارسته الفن بأسلوب عفوي وإحساس فطري عكس موهبة اصيلة تطورت بالدراسة والبحث المستمرين فجاءت أعماله خلاصة لمعرفة وعلم ودراية وتنوعت من حيث التقانات والمواضيع وتعمقت خبراته من خلال تجاربه الجادة والواسعة في فن الحفر والطباعة بكل تقاناته كما قدم بحوثا تطبيقية مكنته من تكوين تقانات فنية خاصة انفرد بها وكرسها وعبر فيها عن انفعالاته وعواطفه بحرية وجرأة وحول أفكاره من اللامرئي إلى حالات بصرية مختلفة ورائعة فرضت حضورها بقوة وجدارة.

ولفت الفنان التشكيلي ناصر سلامة عبيد عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الفنانين التشكيليين في سورية إلى حجم الخسارة التي طالت الحركة التشكيلية برحيل فرج وإلى دوره وجهوده الكبيرة في تأسيس كلية الفنون الجميلة الثانية بالسويداء وعمادتها حتى تقاعده حيث كان أستاذا محبوبا له أعماله المميزة صاحب ثقافة واسعة مخلصا لفنه ووطنه وطلابه وأمينا في في نقل المعلومة كاملة متاثرا ببيئته الجبلية التي اعتز بها ووثقها من خلال أعماله وأبحاثه وندواته وكتاباته.

رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيليين في السويداء الفنان التشكيلي حمد عزام تحدث عن الراحل فرج الذي ترجل وهو على صهوات المجد ومنصات العلم والإبداع الفني منوها بسجاياه ورفعة أخلاقه وتواضع العارف العالم شفافا صادقا في علاقاته مع أصدقائه وزملائه ومحبيه وإيمانه بالعمل المؤسساتي وقربه من طلابه المتميزين فنيا والمغمورين ماديا فكان لهم السند والدعم.

شذى حمود وغسان خيو

انظر ايضاً

جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة

حلب-سانا أعلنت جامعة حلب عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة، وحملة شهادة …