بايدن وأوراق المقامرة..- بقلم : بشار محمد

لا يبدي الرئيس الأميركي حماسة تجاه الملفات الحساسة والساخنة في المنطقة واكتفى بإظهار عدائية صريحة للرئيس الروسي بوتين ولروسيا ودورها في العالم ولم يخف العداء ذاته وبدرجة أعلى للصين وتطلعاتها لريادة الاقتصاد العالمي.

بايدن الذي سعى منذ الأيام الأولى لتسلّمه مهمته إلى إعادة ترتيب ملفاته الداخلية وتصحيح ما يمكن تصحيحه من قرارات اتخذها سلفه ترامب على مستوى قوانين وتشريعات والعودة لمنظمات واتفاقيات تحت زعم حرص إدارته على أمن واستقرار النظام العالمي للإيحاء بقوة عودة أميركا التي كرّرها لفظاً في ميونخ أكثر من مرة.

الحماسة العلنية لاستعداء روسيا والصين قابلها إظهاره قوة وتضامن حلف الناتو وتلويحه بالعودة الواثقة والصارمة للمشهد العالمي وتكاتف الأعضاء حيال أي تهديد والغمز للتأثير على الدور الروسي وتقديم إدارته لاستعادة دورها القيادي لخطط وتوجهات وأطماع الناتو لفرض الشروط الأميركية في أكثر من ملف وقضية عالقة منها العديد مما يخص روسيا بل يتحرش بها على حدودها.

بايدن غير مستعجل في المنطقة العربية ويمارس حتى اللحظة الدور ذاته بابتزاز النظام السعودي لتسديد فواتير بالعملة الصعبة وستكون البداية الفعلية عبر السماح بكشف تقرير استخباراتي يفضح تفاصيل قضية مقتل الصحفي خاشقجي وتحميله المسؤولية لولي عهد النظام وما يعنيه ذلك من تنازلات وصلت لحد اتصالات مكثفة بين النظام السعودي وكيان العدو لثني بايدن عن خطوته التي وصفت بفتيل قنبلة سيفجر علاقات الأميركية السعودية.

بايدن وإدارته وضعوا في سلم الأولويات تنفيذ سياسات وأساليب ” الديمقراطيين” في تفخيخ ملفات عالمية وانتهاجهم التلويح بفرط القوة أمام خصومهم وتنفيذ خططهم عبر حرب ناعمة وخطط شيطانية لبلوغ هدفهم ولنا في إدارة الرئيس الأميركي الأسبق أوباما أدلة دامغة في منطقتنا ومعنا تحديداً في تجييش منظومة الإرهاب ورعاته لشن أشرس حرب غير مسبوقة أدوات وأهدافاً وتمويلاً بأساليب أعادوا تطويعها وتطويرها بما يناسب خططهم وأطماعهم في توقيت يئن العالم تحت ويلات آثار جائحة كورونا اقتصادياً وإنسانياً وتئن أنظمة دول العالم تحت ضغط مشكلات داخلية وإقليمية عاصفة، فالجميع مأزوم والبحث عن مخرج توافقي عالمي يعيد ضبط إيقاع نظام العالم المرتاب أساساً من تغييرات في بنيته العضوية اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وأمنياً أو الذهاب لمواجهة محورها صراع المصالح وتنازع النفوذ ستأتي على ما تبقى مما يسمى نظاماً عالمياً هشاً حقيقة.

بايدن ولوبيات الدولة العميقة يطرحون أوراقاً على الطاولة بغية المقامرة بها وانتزاع ما يمكن انتزاعه دون استعجال بدليل تصريح أركان إدارته أن عددا من المشكلات ومنها المناخ مثلاً قد تنحل مع نهاية ولايته التي لن تخرج على ما يبدو عن مكر ومكائد من سبقه من ديمقراطيين بل قد تتجاوز جنون الجمهوريين وحماقتهم إلى ما لا يحمد عقباه.