الشريط الإخباري

الشاب “نسيم الأمين”.. إبداع موسيقي يتجلى في أعماله الفنية

حمص-سانا

تحتل الموسيقا المساحة الأوسع من روح الفنان الشاب نسيم الأمين فهي نغم يتغلغل إلى عمق وجدانه مغلفا إياه بهالة من الشعور المرهف والحس الإبداعي العالي وخاصة إنها تعكس في جوهرها حالة من التأثر الإنساني العميق على مستوى الذات أولا و من ثم في علاقة هذه الذات مع الآخر ولا تدنوها بحال من الأحوال موهبته الفطرية في الغناء والتي دربها بدوره لتكون جناحا رديفا لعزفه اللافت فإذ به يحلق شدوا وعزفا على بساط الدراسة الأكاديمية والتدريب الجاد كطائر فينيق سوري ينهض إلى سماوات وضاءة تتلألأ منذ الأزل بأنجم الإبداع السوري.

وعن علاقته بالغناء والموسيقا يؤكد الأمين إنه تعلق بهذه الفنون منذ الصغر فالموسيقا فن راق يلامس الروح ويداعب الأسماع حسب وصفه وفي الغناء يتم تذوق الكلمة عبر ترانيم عذبة وصوت شاد ليتحول العمل برمته إلى نوتات تحمل في نغماتها كل الأحاسيس والمشاعر ذات الصدى الجميل والوقع المؤثر في النفوس وهو فن يحيا ويستمر رغم الحرب والمعاناة الطويلة تحت وطأة الإرهاب.

وأضاف.. تربيت في أسرة فنية تعشق الموسيقا فوالدي يعزف العود منذ زمن طويل ما ساعد في نموي في جو موسيقي جميل تأثرت به إلى درجة كبيرة ولأن الأجواء المنزلية تلعب دورا كبيرا في رسم مستقبل الطفل الموسيقي فقد كان الأمر بالنسبة لي مماثلا إذ وجهني والدي نحو الموسيقا الراقية ودعم موهبتي وعزز من حسي وذائقتي منذ الطفولة المبكرة والأمر نفسه بالنسبة لبقية أفراد العائلة والذين شجعوني منذ أن ظهرت بدايات موهبتي التي اكتشفتها والدتي فسارعوا إلى احتضانها و تنميتها.

أما البدايات فكانت عبارة عن سهرات مميزة اصطحبه فيها والده كما وضح الفنان الشاب بعد أن بدأ بتعليمه العزف ليشارك بعد ذلك العديد من المسابقات في منظمتي الطلائع والشبيبة وهي سنوات تعلم خلالها العزف على العود والكمان والأورغ وشارك في العديد من المهرجانات الفنية كمهرجان “ورود حماة” ومهرجان “شباب سورية” وكانت مشاركات غنائية عززت من ثقته بنفسه ومن اختبار إمكاناته قبل الانطلاق في مرحلة من الجد والاجتهاد تعلم خلالها الموسيقا على نحو متقن.

لاحقا وبعد الانتهاء من مرحلة الدراسة الثانوية التي حقق فيها نجاحا مميزا كان خياره الأدق كما يؤكد حيث قرر الالتحاق بكلية الموسيقا رغم أن الفرصة أمامه كانت سانحة للالتحاق بأي من الكليات الجامعية دون استثناء لكن الموسيقا كانت شغفه الأساسي الذي سعى وراءه رغم استنكار الكثيرين ممن حوله لهذا الاختيار نتيجة عدم إدراك اهمية هذا الفن وجمالياته فالغالبية لا تعي حسب تعبيره أن الموسيقا هي غذاء الروح وأن دراستها توازي الدراسة في أي من المجالات العلمية و الأدبية الأخرى.

ورغم أن كلية الموسيقا في جامعة البعث كانت حديثة العهد والتأسيس لكن “الأمين” صمم على الالتحاق بها لدراسة الغناء الأوبرالي لمدة ثلاث سنوات انتقل بعدها إلى دراسة الغناء الشرقي في السنة الرابعة فكان من الطلاب المهتمين والمتابعين بجد لكل الدروس العملية والنظرية واجتهد في ذلك ليكون من الطلاب المتفوقين خلال سنوات الدراسة الأربع محققا في نهاية المطاف المركز الأول على الكلية.

وأوضح الشاب أن دراسته للغناء الأوبرالي منحته الكثير فتعلم خلالها كيفية إخراج صوته ومقدراته الغنائية ودراسة الموسيقا بالشكل الصحيح ليعود في السنة الأخيرة ويختص بالغناء الشرقي لأنه الأقرب لنفسه كما قال نظرا لما يحمله من ثقافة وموروث أصيل يتطلب صونه والحفاظ عليه ومع ذلك لم يكتف بالدراسة الأكاديمية فراح يتعلم على يد الموسيقي الكبير باسل صالح في دمشق والذي يختص بالغناء الشرقي فكان في هذا التدريب ما وطد معرفته وزاد من خبرته وعلومه الموسيقية.

وقال.. إن تخرجي وحصولي على المركز الأول في الكلية كان عاملا مساعدا لي حيث بدأت بتدريس الموسيقا في الكلية نفسها تمهيدا لتعييني معيدا فيها حيث أعمل على متابعة دراستي للحصول على درجة الدكتوراه في مجال اختصاصي الموسيقي وهو طموح يلازم طموحاتي الإبداعية الأخرى.

أما مشاركته في فرقة “إميسا” فهي كما أشار أول مشاركة احترافية له على مستو أكاديمي راق حيث كان من الضرورة بمكان أن تتميز كلية التربية الموسيقية الوحيدة فى سورية بفرقة خاصة بها تقدم شتى انواع الموسيقا والغناء الذى يظهر من خلاله المستوى الأكاديمي العالي للكلية وطلابها مؤكدا أن الفرقة تحمل رسالة للعالم بأن حمص مستمرة بالعطاء الفني والعلمي والثقافي عبر مشاريع خلاقة تنشر المحبة.

وأضاف.. تدربنا في الفرقة بشكل متواصل و دؤوب لأكثر من ستة أشهر قبل أن نقدم حفلنا الموسيقي والذي شكل انطلاقة الفرقة وألقى نجاحا كبيرا انتقلنا بعده إلى دار الأوبرا بدمشق وشاركنا بمهرجان الموسيقا العربية الأولى مع العديد من الفرق الأخرى من باقي المحافظات مما يختص بالغناء الشرقي فلاقت فرقتنا النجاح الكبير أيضا لنعود ونشارك في الحفل الختامي لمهرجان “ميلاد سورية” على مسرح دار الثقافة بحمص كما أن مشاركتي العام الماضي ببرنامج المسابقات “ذا وينراز” ووصولي إلى المراحل النهائية أكد لي أنني أسير في الوجهة الصحيحة.

واعتبر الأمين أن مشاركته في الفرقة الجامعية محطة مهمة في مسيرته الفنية وخاصة أن ادارة الكلية قدمت له ولأعضاء الفرقة من الموسيقيين الشباب كل ما يحتاجونه من تحفيز ودعم ممكن وخاصة بما يتصل بالتجهيزات الفنية والتقنية التي وفرتها الكلية بالكامل لكن الاهم كما يقول هو “استقطاب الكوادر المبدعة في حقل الموسيقا من قبل وزارة الثقافة ومديرية المسارح ودعم الفرق الموسيقية ماديا وإعلاميا لتذليل الصعوبات التي يواجهها الشباب”.

واختتم الأمين بالإشارة إلى أن الطبيعة الآسرة في قريته “قلعة المضيق” في ريف حماة كان لها أثر كبير في تنمية إبداعاته الموسيقية والصوتية حيث أثر سحر المناظر في تلك الضيعة وطيبة أهلها وتراثهم الغني في صوغ شخصيته الفنية بالإضافة إلى الجهد والاندفاع الذاتي من قبله اللذين يعتبرهما أساس النجاح متمنيا أن يعود نظام القبول في كلية الموسيقا إلى سابق عهده حيث الموهبة هي الشرط الوحيد للقبول الجامعي بعيدا عن عمر الطالب لتتم إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الموهوبين لإكمال دراستهم الموسيقية وتنمية مهاراتهم بطريقة أكاديمية.

صبا خيربيك