حي دير بعلبه في حمص يستعيد الحياة مع عودة أهله من التهجير-فيديو

حمص-سانا

وجع سنين الإرهاب ومرارة العيش بالمخيمات تبدده لحظة العودة إلى أرض الوطن.. إلى البيوت والحارات والأزقة وريحة التراب حكايات ترويها أسر سورية عديدة عانت سنوات خلت من جرائم الإرهاب وألم التهجير القسري عن بيوتها ومدنها وقراها لتعود اليوم إلى حيها في دير بعلبة بحمص آمنة مطمئنة في كنف الوطن.

المواطن أحمد عبد الرزاق سليمان من أبناء الحي عاد بعد سنوات من التهجير في لبنان يقول لمراسلة سانا خلال زيارته في بيته.. “عشنا مع جيراننا بأحياء الزهراء والحازمية بسلام وأمان سنين طويلة.. أجبرنا الإرهاب عالتهجير من بيوتنا بداية الحرب.. تهجرنا إلى لبنان وكانت المعاملة غير إنسانية.. تعرضنا لمضايقات كثيرة وحرموا الأولاد من التعليم”.

ويضيف بصوت يعكس طمأنينة افتقدها لسنوات.. “قررنا العودة لبيوتنا بعد تحرير المنطقة من الإرهاب.. كانت فرحة ولادي كبيرة بعد ما راحوا عالمدرسة.. اللي تبعد عن بيتنا بضعة أمتار.. الواحد ما إلو غير بلدو.. الوطن سند”.

حال أحمد عبد الرزاق واحدة من حالات كثيرة تختصر مرارة سنين التهجير القسري الذي فرضه الإرهاب على العديد من الأسر السورية التي اضطرت لترك منازلها وتعكس حكاية العودة للحياة والأمل في أرض الوطن.

أمام باب دارها جلست السيدة المسنة غازية الناصر تستمتع بدفء الشمس بعد أيام ماطرة تراقب المساحات الخضراء المزروعة ولعب الأطفال وضجيج الحياة بكل تفاصيلها ترافق نظراتها حركة الخراف أمامها وصخب الشبان يلعبون كرة القدم في ساحة واسعة تفصل بين المنازل.

اقتربنا منها فانكسر صمتها لتقول بلهجتها البسيطة رداً على اسئلتنا.. “الحمد لله.. الله يعين جميع المهجرين ليرجعوا لأرض الوطن.. ما في أحلى من الوطن.. سورية أمنا دخيل ربها.. لما تهجرنا من بيوتنا بكيت كتير.. سورية أمنا.. خلقنا هون وعشنا هون… الله يحميك سيادة الرئيس بفضلك وفضل الله رجعنا ورجعت سورية آمنة”.

كانوا صغاراً لم يدركوا ما جرى حولهم وكل ما يعرفونه أنهم يعيشون اليوم آمنين في بيوتهم ومدارسهم.. الأطفال عصام وحلا وفاطمة سليمان يدرسون في مدرسة الشهيد عبد الكريم سليمان بمرحلة التعليم الأساسي في حي دير بعلبه وهم اليوم يمرحون مع رفاقهم بعد عودتهم من المدرسة.

وضمن الحي وهو أحد أكبر أحياء مدينة حمص يحكي ماهر الحسن ومحمد سعد الدين اللذان هجرا قسرا من بيتيهما جراء الإرهاب بعضا مما عانوه في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية الذي يسيطر عليه إرهابيون تدعمهم قوات الاحتلال الأمريكية المنتشرة هناك قبل أن يعودا إلى بيوتهم في الحي.

يروي المواطن خالد الحسين مساحة الأمان والأمل في حيه بعيداً عن مخيمات التهجير فيقول.. “ما فينا نقارن ما بين الحياة في المخيمات وبين الحياة ببيوتنا تحت سقف الوطن ” ويؤيده محمد قائلاً.. “اللي بموت بموت بوطنه حر.. بالركبان متنا بلا كرامة.. أما اليوم ببيوتنا بنعيش نعمة الأمن والأمان”.

مختار حي دير بعلبة صفوان النجيب يقول.. إن الحي “تعرض للإرهاب وهجر سكانه منه بفعل التنظيمات الإرهابية منذ عام 2012 وبعد تحرير الحي على أيدي قوات الجيش العربي السوري عاد الأهالي إلى بيوتهم وعادت معهم الحياة الطبيعية بالتوازي مع تأمين الخدمات الأساسية لهم ومستلزمات المعيشة بالتعاون مع الجهات كافة الأهلية والرسمية من خلال تقديم الإعانات وترميم المنازل منوها بعودة السكان المتزايدة تدريجياً ولا سيما من لبنان ومخيم الركبان ومن مختلف المناطق.

ويضيف النجيب.. “من ير الأرض المزروعة بالقمح في حي دير بعلبه اليوم يدرك أنها ترسم الغد المشرق لأبنائه وتبشر بسورية المتجددة.. فقصص التهجير وقسوة الحياة التي فرضتها ظروف الحرب على سورية لم تكن سهلة أبداً ولكن السوريين اليوم هم أكثر فخراً وعنفواناً وكبرياء بعودتهم إلى بيوتهم وأشغالهم وبرجوع أطفالهم إلى مدارسهم”.

ويعد حي دير بعلبه من أكبر أحياء مدينة حمص مساحة وسكاناً ويقع في الجهة الشمالية الشرقية للمدينة على طريق مدينة سلمية وتتبع له أراض زراعية واسعة تم تحريره من التنظيمات الإرهابية وإعادة الأمن والأمان إليه على أيدي قوات الجيش العربي السوري في عام 2012.

تمام حسن