عودة واشنطن إلى معاهدة (ستارت 3) هدف روسي في مرمى النهج الأمريكي الاستعماري في العالم

دمشق-سانا

لطالما عملت الولايات المتحدة الأمريكية عبر سياستها الرعناء على عزل نفسها عن الاتفاقيات والمعاهدات العسكرية التي تحاصر مشاريعها التوسعية في نشر أسلحتها المدمرة والتي تشكل تهديداً لأمن العالم وسلمه وذلك سعياً منها لفرض قراراتها بالقوة تحقيقاً لمصالحها القائمة على فرض وصايتها السياسية على الدول التي تنشر فيها أسلحتها.

ومن سياق ما ذكر فإن تجديد معاهدة (ستارت 3) المبرمة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن تدابير زيادة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها والتي انتهت في الـ 5 من شباط الجاري يعتبر هدفاً لروسيا يحسب لسياستها الخارجية في مرمى التطلعات الأمريكية الاستعمارية في العالم ولا سيما بعد تعرض المعاهدة إلى خطر الإلغاء في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حيث أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن موسكو اتفقت مع واشنطن على تمديد المعاهدة وفقاً لشروطها وفق قناة روسيا اليوم.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رحب بخطوة التمديد بينما اعتبرتها وزارة الخارجية نجاحاً لسياسة روسيا وتتويجاً لنهجها في التعامل مع هذه المسائل قائلة في بيان لها أوردته وكالة سبوتنيك “إن التمديد يضمن المستوى الضروري من القدرة على التنبؤ والشفافية في هذا المجال مع الالتزام الصارم بتوازن المصالح”.

الاتحاد الأوروبي الذي يسير في فلك واشنطن ويولى أهمية خاصة للمعاهدة نظراً لضرورتها الرئيسة للأمن الدولي والأوروبي وفق قوله رحب على لسان مفوضه للسياسة الخارجية جوزيب بوريل بالمعاهدة قائلاً “الاتحاد الأوروبي يرحب بالاتفاق الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة لتمديد معاهدة (ستارت 3) خمس سنوات إضافية”.

وبينما عزا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن موافقة الولايات المتحدة على التمديد بأنه يضمن أن يكون لديها حدود يمكن التحقق منها بشأن الصواريخ الباليستية الروسية العابرة للقارات والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة حتى الخامس شباط عام 2026 وفق ما ذكرت صحيفة فاينتشال تايمز.

بدوره حلف شمال الأطلسي (ناتو) لم يخف دعمه الاتفاق معتبراً أنه يساهم في تعزيز الاستقرار والسلم العالمي كما علقت اليابان على ذلك في بيان لخارجيتها بالقول إن بلادنا ترحب بهذه المعاهدة التي تنظم وتتحكم بتخفيض الرؤوس الحربية النووية ومركبات الإطلاق وتعكس تقدماً مهماً نحو نزع السلاح النووي للدولتين.

ولم تتأخر الصين عن الترحيب بالاتفاق وفق وكالة شينخوا الصينية حيث عبر المتحدث باسم خارجيتها وانغ ون بين عن ترحيب بلاده بتمديد معاهدة (نيو ستارت) باعتبارها تساعد في تدعيم الاستقرار الاستراتيجي العالمي والسلام والأمن الدوليين وتلبي تطلعات المجتمع الدولي.

وتعد معاهدة (ستارت 3) التي تنص على تخفيض كل طرف أسلحته الهجومية الاستراتيجية امتداداً لمعاهدة الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية (ستارت 1) الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في عام 1991 في موسكو والتي تضمنت أكبر خفض ثنائي للأسلحة النووية في التاريخ وذلك بعد عشر سنوات من المحادثات المتقطعة بين واشنطن وموسكو في السنوات الأخيرة من الحرب الباردة بين عام 1947 و1991.

فهمي الشعراوي

انظر ايضاً

بوتين: الاقتصاد الروسي يتعافى رغم كل التحديات الخارجية

موسكو-سانا أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن محاولة الغرب إلحاق هزيمة استراتيجية ببلاده باءت بالفشل،