الشريط الإخباري

الأمثال الشعبية ومواسم الزراعة

دمشق-سانا

يا لوز يا مجنون بتزهر بكانون مثل شعبي يؤكد أن زهر اللوز العوجة التي تشتهر بها سورية وخصوصا منطقة الربوة على مدخل دمشق الغربي تكون أول الأشجار التي تزهر باكرا.

ويقودنا أشباه هذا المثل إلى أن الأمثال الشعبية وقتت زمن زراعة وأزهار وحصاد كل محصول وكل عملية من عمليات الزراعة وفي أي شهر من أشهر العام.

ويقول التسعيني أبو رامي.. الأربعينية أو مربعانية الشتاء وتبدأ في 21-12 من كل عام وتنتهي في 31-1 من العام الجديد وهي تشكل الجزء الأول من فصل الشتاء وتتسم بالبرد القارس وغزارة الأمطار وفيها تحدث أغلب عمليات الزراعة يقول المثل ” في كانون شق الماء وازرع” أي أن الحبوب تزرع في الكانونين أول وثاني فيزرع الفلاح الحبوب في توقيتين قبل المربعانية وبدء سقوط المطر وخاصة القمح وهي الفترة الأهم والفترة الثانية في المربعانية وهي فترة يبحث فيها عن أوقات توقف هطول المطر لإتمام زراعة ما لم يزرعه من حبوب وخاصة الشعير والكرسنة والبيقية/الفصة/ والعدس وبعد انتهاء المربعانية تتوقف الزراعة ويقال في ذلك “لما يطلع النرجس والدحنون ضب بذارك يا مجنون “والدحنون هو شقائق النعمان” وهو عادة ينبت بعد شهر شباط وزهر النرجس يتفتح في نهاية المربعانية .

ويضيف أبو رامي “إن فاتك الميلادي خلي عدساتك للولادي” حيث ربط الأجداد بعض مواعيد الزراعة بالمناسبات الدينية وهذا المثل يعني أن من فاته الزرع في عيد الميلاد يخسر موسمه الزراعي والأفضل أن يترك البذور للطعام بدل زراعتها لأنه لا فائدة ترجى من زراعتها متأخرة.

ويتابع أبو رامي “أن طلعت البربارة يا بدارة حطوا الشعير في المطمارة والقمح في الغرارة” وعيد البربارة في أوائل كانون الثاني كما يقال “من الميلادي للصيام” هي فترة الشتاء الحقيقي أي المربعانية وفي بعض القرى يقسمون السنة إلى قسمين رئيسيين هما موسم الشتاء ويبدأ من عيد الصليب في 27 من أيلول وينتهي في عيد الخضر مار جرجس في 6آيار.

أما الموسم الثاني فتقول الثمانينية أم محمد فهو موسم الصيف وهو ما تبقى من السنة حيث يعتبرون شهر نيسان في بعض المناطق هو الحد الفاصل بين الشتاء والصيف حيث تنتهي الأعمال الزراعية الشتوية وتبدأ الزراعة الصيفية فيقال “في نيسان ضب العدة والفدان” ويقال لشهر آيار بعده “آيار شهر الرياحين والأزهار”.

بينما يسمى حزيران “شهر البسط والكيف أوله ربيع وآخره صيف” ويأتي بعده تموز “في تموز تغلي المي بالكوز” حيث تبدأ مربعانية الصيف في العاشر منه وتنتهي في التاسع عشر من آب وتتبعها خمسينية الصيف ويقال “تموز شهر العنب والتين” بينما يسمى آب “آب طباخ العنب والتين والمشمش أو صباغ العنب” كما يقال “إن مر آب وما ذريت عدك بالهوا انغريت” لأن أي تأخير بعد آب يسبب خسارة المحصول بسبب ازدياد رطوبة الجو بعده ما يسب تلف القمح في السنابل.

و”في آب الصيف عاب” أي أن الصيف يشارف على نهايته في آب مع شدة حره إلا أنه لايؤمن جانبه لجهة أن يأتي في أواخره بعض البرودة دليلا على انتهاء قيظ الصيف بينما “أيلول ذنبه مبلول” أي أنه يتوقع هطول الأمطار في آخره و “بين تشرين وتشرين صيف ثاني”.

عماد الدغلي

انظر ايضاً

نيسان في الأمثال الشعبية بمنطقة حوران

درعا-سانا حظي شهر نيسان في محافظة درعا بأمثال شعبية كثيرة تعكس العادات والتقاليد التي كانت …