الشريط الإخباري

الفطر المحاري… من تجارب فردية إلى مشروع اقتصادي تنموي واعد للكثير من الأسر

محافظات-سانا

يشكل مشروع الفطر المحاري أحد المشروعات التنموية الصغيرة التي تهدف لتحسين واقع الأسر الريفية وتأمين مصدر دعم مالي إضافي لها من خلال استثمار رأسمال بسيط في تحقيق إنتاجية عالية ومردود مادي مجز.

وذكر مدير مشاريع التنمية الريفية في وزارة الزراعة المهندس عبد الكافي الخلف في تصريح لمندوبة سانا أن مشروع الفطر المحاري جزء من المشاريع الزراعية التي أقامتها الوزارة بهدف دعم الأفراد والأسر وتحويلهم من مستهلكين إلى منتجين من خلال التعاون مع الجمعيات الأهلية ومؤسسة إكثار البذار.

وأشار الخلف إلى التوسع بالمشاريع التنموية الصغيرة ومتناهية الصغر والتي شملت تسع محافظات “ريف دمشق وحمص وحماة وإدلب وحلب وطرطوس والحسكة وحالياً القنيطرة وديرالزور” على عدة مستويات زراعية ورعوية لافتاً إلى الاهتمام المتزايد بإنتاج الفطر المحاري لكونه بديلاً غذائياً آمناً عن البروتين الحيواني.

وعن دور القطاع الخاص أوضح مستشار اتحاد غرف الزراعة أكرم عفيف أن تنمية المجتمعات الريفية وتحسين مستوى دخل الفرد وتوفير فرص عمل للشباب وربات البيوت من الأهداف الرئيسية لمشروع زراعة وإنتاج الفطر المحاري الذي انطلق في حماة بالتعاون بين اتحاد غرف الزراعة ومركز “سوا” لجرحى الجيش العربي السوري بمصياف والجمعية السورية للتنمية الاجتماعية مؤكداً أنه “برأسمال أقل من 5000 ليرة سورية تحقق مردوداً خلال شهرين يقارب 100 ألف ليرة” مشيراً إلى التعاون بين المؤسسة العامة لإكثار البذار والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية لتأسيس منظومة لإنتاج بذور “أبواغ ملقحة” من الفطر الزراعي بنوعيه المحاري والأبيض عالي المواصفات وبيعه للمزارعين بأسعار تشجيعية.

وبين عفيف أن المشروع يبدأ بلتر واحد من الأبواغ مقدم من الجهات الداعمة للمشروع لكل أسرة مستفيدة بسعر تشجيعي لا يتجاوز 1800 ليرة سورية و10 كيلو من التبن “مخلفات القمح” “الشعير” “البقوليات” “نشارة الخشب.. الخ” وبعض أكياس النايلون وقطن طبي ومكان صغير ومغلق للتحضين والإنتاج وبعد شهرين من الزراعة تنتج نحو 15 كيلو من الفطر المحاري بسعر بين 4000 إلى 8000 ليرة سورية للكيلو لافتاً إلى العقبات التي واجهت المشروع وهي تأمين المواد الأولية للزراعة والتي تحولت إلى مشروع إنتاجي جديد من خلال تكليف بعض الأسر الفقيرة إعداد الأكياس الخاصة بمستلزمات إنتاج الفطر المحاري وبيعها للأسر المستفيدة بسعر 1000 ليرة لكل كيس.

سانا التقت عدداً من منتجي هذا المحصول بالمحافظات حيث أجمع معظمهم على نجاح المشروع موضحين أن الصعوبة الوحيدة التي واجهتهم هي التسويق ومنهم عيسى حبيب من منطقة الغاب وهو أحد جرحى الجيش العربي السوري الذي قال إن مشروعه بدأ بزراعة كميات قليلة من بذور الفطر والتي أعطت مردوداً إنتاجياً مجزياً بعد مرور شهر على زراعتها الأمر الذي شكل له عائداً مادياً داعماً له ولأسرته معرباً عن استعداده للتوسع في إنتاج الفطر المحاري في حال توافر أسواق ملائمة للتصريف.

بينما بين محمد رستم من حلب أن مشروع الفطر المحاري ناجح جداً وتكلفته أمام الإنتاج تعتبر صفراً معرباً عن سعادته بإنتاج 10 كيلو فطر بعد شهر واحد من زراعته بتكلفة لا تتجاوز 5000 ليرة سورية كما كشف حسن يوسف من بلدة المحروسة وهو منتج فطر على نطاق واسع بمقدار “كيس على مساحة” متر مربع عن عقد تسويق أبرمته الجمعية السورية للتنمية معه لتصريف كامل إنتاجه.

ماهر شيخاني من الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية بين أن هذه الزراعة الواعدة مازالت في بدايتها والكميات المنتجة متواضعة ولا تغطي أكثر من حاجة منتجيها مع قليل من الاستهلاك التجاري وتقوم الجمعية بدعم تشجيع هذه الزراعة التي لاقت إقبالاً جيداً عبر تأمين مستلزمات الزراعة وتسويق المنتج وفقاً لخطة تسويقية تبدأ بجمع المنتج ونقله إلى مركز التسويق وتجفيفه وطحنه وتعليبه وتغليفه بإشراف مهندسين وفنيين أخصائيين.

بمقدور الجمعية السورية للتسويق تصريف كميات كبيرة تقدر بنحو 100 طن يومياً هذا ما أوضحه رئيس مجلس إدارة الجمعية المهندس حسام نشواتي لافتاً أن الجمعية بالتعاون مع الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية باشرت أنشطتها التسويقية من خلال البدء بنشر ثقافة استهلاك وإنتاج الفطر المحاري وتنظيم الندوات التعريفية عن القيم الغذائية للمنتج وأهميته إضافة إلى التواصل مع شركات الكونسروة لاستجرار المادة وتعبئتها وطرحها في الأسواق.

الاعتماد على الذات وتعزيز ثقافة الأسر المنتجة في الريف والمدينة وتحويل المستهلك إلى منتج وهو الشعار الأهم في المرحلة المقبلة هذا ما ذكره عضو اتحاد غرف الزراعة سلمان الأحمد مؤكداً أن المشروع واعد جداً وخاصة أن المقومات الكاملة لاحتياجات المشروع متوافرة محلياً وبتكاليف بسيطة جداً ما يمكننا من التوسع بالمشروع على مستوى إنتاج تجاري إضافة إلى الدعم الفني بتقديم الخبرات الفنية وإقامة الدورات التدريبية لهم حيث أقيمت دورات تدريبية لإنتاج ثمار الفطر المحاري لـ 3400 مستفيد.

محاسن العوض

انظر ايضاً

مهندسة سورية تبتكر طريقة لتجفيف الفطر المدعم بفيتامين دال

دمشق-سانا يعد إنتاج الفطر المحاري من المشروعات الاستثمارية الزراعية المهمة نظراً لقيمته الاقتصادية والغذائية العالية