الشريط الإخباري

مواطنون وسياسيون أتراك: تركيا في عهد أردوغان تتحول إلى معسكر نازي ضخم يأسرنا

أنقرة-سانا

منذ محاولة الانقلاب منتصف تموز عام 2016 أطلق نظام رجب طيب أردوغان حملة اعتقالات وطرد من العمل شملت كل القطاعات العامة وأدت إلى اعتقال عشرات الآلاف من المعارضين وطرد أو إيقاف عن العمل نحو 150 ألفاً من موظفي الحكومة وأفراد الجيش والشرطة والقضاء والإعلام وغيرهم.

ووفق وسائل إعلام تركية فإن “منصة” أنشأها مواطنون في اسطنبول من ضحايا الطرد من العمل بموجب القرارات الصادرة عن سلطات نظام أردوغان أصدرت بياناً من أمام مكتب الأمم المتحدة في اسطنبول احتجاجاً على المعاملة غير العادلة التي تمارسها حكومة أردوغان بحقهم مشبهين ما يجري في تركيا بـ “الحقبة النازية”.

ونقل موقع أحوال تركية عن النائب عن حزب الشعوب الديمقراطي عمر فاروق غيرغيرلي أوغلو قوله إن “كارثة سياسية حلت في تركيا وخربت حياة ما لا يقل عن مليون ونصف المليون من سكانها”.

وأضاف إنه “في الآونة الأخيرة نتحدث عن ممارسات غير إنسانية تذكرنا بالحقبة النازية”.

بدورها قالت أمينة يوزغيج التي أقيلت من عملها بموجب قرار من نظام أردوغان “ينظر إلينا على أننا دون جنسية ومشردون.. لم نترك عاطلين عن العمل فقط.. فقد شهدنا انتزاع حقوق المواطنة بأكملها منا.. لكننا نحاول الإبلاغ عن كل الانتهاكات التي نتعرض إليها.. فبالنسبة لنا تتحول تركيا إلى معسكر نازي ضخم يأسرنا”.

وتشير مصادر تركية إلى أن قرارات أردوغان طالت أعضاء السلطة القضائية في البلاد وسجل عزل آلاف القضاة كما أصبح في حقبة ما بعد الانقلاب الولاء السياسي لأردوغان أولوية قصوى في سياسة التوظيف في المجال الحكومي ولا سيما بعد عمليات الطرد في مؤسسات الدولة التي كانت جزءاً من عملية قمع ما بعد الانقلاب والتي تم “إضفاء الشرعية” عليها بإعلان أردوغان حالة الطوارئ.

مراقبون يعتبرون أن عملية التطهير تمت بالاعتماد على معلومات استخباراتية لمعرفة حجم الولاء لأردوغان أو للمعارضة ويقول الكاتب التركي هاكان ديميراي.. “احتاج النظام إلى نظام دعم استخباراتي ومعلوماتي حول ماهية المشتبه به حتى يقرر من سيرفض ومن يحتفظ به وقدم نائب الرئيس وشبكة استخباراته الملاحظات اللازمة في هذا الصدد”.

آيدين أونال الكاتب السابق لخطابات أردوغان وأحد أشد المقربين للأخير أكد أنه في ظل المناخ الحالي الذي تزايدت به حدة الإقصاء ضد طيف واسع من الفئات المعارضة فإن تركيا مهددة بالقضاء على جميع الإصلاحات السابقة في ليلة واحدة معتبراً “أن مفاهيم السلطة والمعارضة تحولت إلى الصداقة والعداء والولاء والخيانة في تركيا بسبب خطابات حزب العدالة والتنمية الحاكم”.

وكان تقرير صدر عن المجلس الأوروبي في تشرين الأول الماضي أكد أنه تم القضاء على استقلالية مؤسسات الدولة في تركيا منتقداً إقدام حكومة نظام أردوغان على تعيين وصاة على 47 بلدية بعد عزل رؤسائها المنتخبين كما انتقد التقرير تسييس المؤسسات التي من المفترض أن تكون مستقلة موضحاً أن البنك المركزي التركي لا يتمتع باستقلالية وإنما يتحرك وفق قرارات وتوجيهات أردوغان.

الكاتب مصطفى كارا علي أوغلو الذي كان مؤيداً لسنوات طويلة لسياسات أردوغان أكد في مقال بصحيفة قرار التركية أن حكومة الاخير تفرض على جميع الفئات والمجموعات بمن فيهم الأطباء والمهندسون والتجار أن يقوموا بتحديد مواقفهم حتى يتبين من هم الخونة ومن هم الوطنيون ومن هم القوميون ومن هم المعادون للأتراك.

ومنذ الانقلاب أصبحت حكومة أردوغان مصابة بجنون الشك وفق تصريح الكاتب في الشأن التركي جون لوبوك قائلاً “انتخب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة منذ أربع سنوات بينما كانت تركيا تشن حملة تطهير بعد الانقلاب ضد أعضاء مشتبه بهم في منظمة غولن التي اتهمتها بتنفيذ الانقلاب وبعد أربع سنوات ترامب على وشك الرحيل بعد خسارة الانتخابات بينما تواصل تركيا مطاردة المشتبه بصلاتهم بغولن”.

إحصاءات تركية تظهر أنه منذ عام 2016 وصل حجم عمليات الطرد التي نفذت بعد الانقلاب إلى مستويات غير مسبوقة بما في ذلك إقالة نحو 50 بالمئة من الأدميرالات والجنرالات في الجيش ونحو 18 ألف ضابط آخر و4 آلاف قاض ومدع عام وأكثر من 10 آلاف ضابط شرطة وأكثر من 8 آلاف أكاديمي ونحو 28 ألف معلم ونحو 145 ألف موظف عام.

انظر ايضاً

أردوغان يقر بخسارة حزبه في الانتخابات المحلية في تركيا

أنقرة-سانا أقر رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزبه (حزب العدالة والتنمية)