الاقتصاد التركي يترنح في ظل سياسات أردوغان العبثية

أنقرة-سانا

يمر الاقتصاد التركي حالياً بظروف بالغة التعقيد وكأنه سقط في حقل ألغام من الصعب تجاوزه منتظراً انفجار الصواعق التي زرعت بيد رئيس النظام رجب أردوغان ما شكل ضغوطاً غير مسبوقة على الليرة التركية وأدى لازدياد معدلات التضخم وتفشي ظاهرة البطالة.

المسؤولون عن الاقتصاد التركي يسابقون الزمن وعلى مدار الأشهر الماضية لمواجهة تداعيات سياسات أردوغان العبثية الداخلية والخارجية والتي أدت إلى أعباء أثقلت كاهل هذا الاقتصاد وأرسلته بطريق انحدار وصل مستويات قياسية لم يشهدها من قبل.

صحيفة “فايننشيال تايمز” البريطانية كشفت في تقرير لها أمس أن نسب البطالة بين الشباب التركي زادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة ولا سيما بعد ازدياد تفشي وباء فيروس كورونا حيث وصلت إلى 24 بالمئة في بلد يبلغ تعداد سكانه نحو 83 مليون نسمة ما أفقدهم الأمل في مستقبل بلدهم وحوله إلى مستقبل مجهول محفوف بالمخاطر بسبب سياسات أردوغان التوسعية والتي أدت إلى إفقار شعبه وانهيار الليرة التركية وإثارة قلق المستثمرين.

يونس أسيك أستاذ الاقتصاد المساعد في جامعة توب في أنقرة أوضح أن عدد الأشخاص الذين يبحثون بنشاط عن وظيفة آخذ في الارتفاع وسط خروج الناس من قوة العمل وعدد السكان غير المنتمين إلى القوى العاملة بلغ 1ر31 مليوناً في نهاية العام الماضي وهو ما يمثل ارتفاعاً لما كان عليه قبل عام بحدود 3 ملايين شخص.

معهد الإحصاء الحكومي ووكالة التوظيف التركية أشاراً في أحدث تقرير لهما إلى أن عدد الشباب الباحثين عن العمل والذين تتراوح أعمارهم بين 15 و34 سنة ارتفع من 454 ألفاً عام 2019 إلى 541 ألفاً العام الماضي إضافة إلى ارتفاع معدلات التضخم بنسبة 14 بالمئة ووصول العجز التجاري إلى 91ر49 بالمئة العام الماضي أي 033ر5 مليارات دولار وفقاً لنظام التجارة العام.

اتحاد نقابات العمال التركي أكد أن سياسات أردوغان وفيروس كورونا أسهما في تأزيم المشهد الاقتصادي حيث تجاوز إجمالي عدد العاطلين عن العمل والذين خسروا وظائفهم الـ10 ملايين شخص في السنة الماضية.

ويرى مراقبون أن تراكم فشل سياسات أردوغان الداخلية والخارجية على الصعيد السياسي والاقتصادي على مدى سنوات انعكس سلباً على اقتصاد بلاده باحثاً عن طوق للنجاة بينما بات المقربون منه يقفزون من قاربه الغارق للهرب من شر وبائه.

 فهمي الشعراوي