لندن-سانا
انتقدت صحف بريطانية عدة اقتحام مؤيدين للرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب مقر الكونغرس الكابيتول مؤكدة أن مسؤولية ما حدث تقع على عاتق الأخير لتحريضه على العنف ورفضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات الرئاسية الامريكية.
واوضحت صحيفة “ذا تايمز” أن ترامب “لم يخفق فقط بالتنازل عن منصبه طوعا وبكرامة بل شجع عوضا عن ذلك على أعمال العنف “مشيرة إلى أن تصريحاته التي دعا فيها مؤيديه غلى الهدوء جاءت بعد فوات الآوان وبعد اقتحام الكونغرس ووقوع قتلى.
ورأت الصحيفة أن التاريخ الأمريكي سيذكر ترامب “لتقصيره في أداء واجباته والطريقة التي أضعف بها الولايات المتحدة” معتبرة أنه “دنس التقليد الذي يتبعه الرؤساء الأمريكيون الذين تنازلوا عن السلطة بدماثة عندما حان الوقت”.
ولفتت الصحيفة إلى أن ترامب تمكن أيضا من إحداث انشقاقات داخل حزبه الجمهوري حيث اعتبر مؤيدوه أن اعتراف زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل بفوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية “خيانة”.
من جهتها أكدت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن صور مؤيدي ترامب وهم يقتحمون مبنى الكابيتول بغضب “ستلوث إلى الابد ارث ترامب وتمثل واحدة من أحلك اللحظات في التاريخ السياسي الحديث للولايات المتحدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الأحداث أصابت العديد من الأمريكيين الذين كانوا يشاهدونها على شاشات التلفاز في جميع أنحاء البلاد بالصدمة والفزع والاشمئزاز كما أن الكثير منهم اعتبروها فتنة ومحاولة انقلاب فيما أخفق ترامب في إيقافها بل وشجعها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة منقسمة بشدة بحيث أنها ستجد التعافي من هذه الانقسامات أمرا عسيرا ومنهكا.
إلى ذلك نددت منظمة العفو الدولية بتحريض ترامب مؤيديه على القيام بأعمال عنف وقالت في تغريدة على تويتر إن الأخير “حرض على العنف والترهيب عبر رفضه قبول نتائج الانتخابات” مشددة على أن “هذه ليست أفعال قائد بل أفعال محرض”.
وأوضحت المنظمة أن “احتضان ترامب للجماعات البيضاء المتعصبة والمتطرفين أدى إلى زيادة نيران الفوضى والعنف”.
وكان متظاهرون مؤيدون لترامب اقتحموا أمس مبنى الكابيتول وعطلوا جلسة التصديق على فوز بايدن بالرئاسة ودارت بينهم وبين قوات الأمن مواجهات وسادت المكان فوضى أدت إلى مقتل أربعة أشخاص واعتقال 52 آخرين.