S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
“لا تجعلوا إعاقتكم تمتد إلى أرواحكم كما وصلت إلى أجسادكم” هذه النصيحة التي وجهها عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ لذوي الاحتياجات الخاصة انطلاقا من تجربته الشخصية وجدت صداها عند الكثيرين الذين أثبتوا أنهم قادرون على تطبيق هذه المقولة على أرض الواقع واستطاعوا بالصبر والتحدي أن يصنعوا من إعاقتهم نافذة تطل بهم نحو المستقبل ليحققوا أحلامهم ويحولوا نظرات الشفقة إلى الانبهار.
ونزار محمد شجاع ابن محافظة السويداء من مواليد 1967 واحد ممن تحدى واقعه ونجح بدعم والديه ومجتمعه بتجاوز إعاقته وأصبح إسما معروفا في محافظته بإبداعاته المتعددة في كتابة الشعر والقصص والروايات والرسم إضافة إلى تميزه في عمله بالتدريس وخدماته الإنسانية لشريحة ذوي الإعاقة.
أصيب شجاع بشلل الأطفال وهو في عمر السنتين ليرافقه والداه في رحلة علاج طويلة يكللها الأمل والصبر فسخرت والدته وقتها له وأجرت له العديد من التمارين والعلاجات الفيزيائية التي نصحها بها المختصون.
خمس سنوات من العلاج كانت كفيلة وفق شجاع لأن يتمكن من المشي مع بقاء ضعف باليد والقدم اليمنى مشيرا إلى أنه اجتهد في ممارسة الرياضة وسرعان ما بدا الاندماج بمجتمعه وإثبات وجوده.
بعد تخرج شجاع من معهد إعداد المدرسين بدأ بتدريس مادة الرياضيات للمرحلة الإعدادية وما زال إلى يومنا هذا يقف شارحا دروس الرياضيات بأساليب غير تقليدية يتفاعل معها الطلاب.
عرف شجاع بعشقه للمطالعة وخاصة للأدب وتميز بكتابة الخواطر ثم تحول الى كتابة القصائد الشعرية وصدر له ديوان بالشعر المحكي باسم “المحكي الفصيح” وكتب العديد من القصص والروايات وفاز بجائزة المزرعة الثانية للإبداع الأدبي عام 1992 عن قصته “نار نار” وبتنويه اتحاد الكتاب العرب عن إحدى قصصه “الحياة والموت” وأقام خلال مسيرته التي تمتد لثلاثين عاما ثلاثة معارض بالرسم الكاريكاتيري في المركز الثقافي في مدينة السويداء.
ويرأس شجاع اللجنة الإدارية للجمعية السورية للمعوقين جسديا منذ 21 عاما ويعتبر مساعدة من يشعر بوجعهم واجبا حيث يحثهم على تجاوز إصاباتهم وإعاقاتهم ليس فقط للعودة إلى ممارسة حياتهم بشكل طبيعي إنما للوصول إلى تحقيق الإنجازات.
فلسفة شجاع في الحياة تقوم على أنه “لا مستحيل مع الإرادة القوية وبناء الذات لا أحد يبني ذاتك سواك مثلما تطلب ان يعطيك المجتمع عليك أن تعطيه”.
ويبدي شجاع الامتنان لأسرته وخصوصا والدته التي وقفت بجانبه ولمعلميه الذين ساعدوه في دراسته ومجتمعه الذي دعمه وشجعه.
عمر الطويل