عين قنية في الجولان السوري المحتل… سنديانة شامخة تتشبث بالأرض والهوية

دمشق-سانا

عين قنية واحدة من القرى الصامدة في الجولان السوري المحتل التي بقيت شامخة بسنديانها العتيق المتجذر في الأرض ومعطاءة بتينها وزيتونها المثمر خيراً لأهل سقوها كرامة وعزة وتصدوا للاحتلال الإسرائيلي الغاشم رافضين أي مساومة للتخلي عن الأرض أو الخنوع.

تتبع قرية عين قنية إلى ناحية مسعدة في محافظة القنيطرة وتقع وفقاً للباحث في التاريخ والتراث خالد فياض فوق تل كلسي على السفح الجنوبي الغربي لجبل الشيخ شمال وادي سعار تطل عليها من الشمال قلعة النمرود أو “الصبيبة” ويقع في شمالها الغربي تل القبع المكسو بأشجار السنديان والبلوط والزعرور على بعد 6 كم إلى الغرب من بلدة مسعدة وترتفع عن سطح البحر 700 متر.

وذكر فياض في تصريح لـ سانا أن سبب تسميتها بعين قنية يعود لكثرة عيون الماء والينابيع فيها مثل نبع الحمام والسلالة وعيون وادي الشاطر لافتاً إلى أن عدد سكانها يقدر بنحو 2300 نسمة هجر قسم منهم بسبب محاولات الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته الاستيطانية التي يفرضها بالقوة على أهالي الجولان السوري المحتل.

ويعمل أبناء عين قنية بزراعة أشجار الحمضيات والتفاحيات والزيتون والكرمة والتين والرمان إلى جانب زراعة القمح والشعير والخضار المبكرة وتربى فيها الأغنام والأبقار وفيها بعض الصناعات البسيطة من طحن الحبوب وعصر الزيتون وصناعة الدبس.

وتتوزع في القرية معالم أثرية شاهدة على مرور حضارات عدة حيث أشار الباحث فياض إلى آثار مطاحن القمح جانب وادي سعار والفخاريات التي تعود للعهد الروماني والبرج البيزنطي القديم في منتصف القرية وبيوت حجرية مهدمة تعود للعصر الإسلامي إضافة لكنيسة ومقام ديني يسمى مقام الحزوري.

لم تسلم عين قنية التي تعد حصناً دفاعياً متقدماً لقلعة الصبيبة أو النمرود من أطماع الغزاة والمحتلين حيث استولى عليها الصليبيون عام 1130 م وبعد عامين حررها عماد الدين الزنكي ثم احتلها الصليبيون مرة أخرى وأضافوا إليها منشآت دفاعية ليحررها مرة ثانية الزنكي عام 1164 م.

وقاومت عين قنية الاحتلالين العثماني والفرنسي في عدة معارك ومن ثم الاحتلال الصهيوني قبل عام 1967 حيث أوضح الباحث فياض أن معارك عدة دارت على حدودها مثل معركة تل الفخار وتل العزيزيات وبعد عام 1967 سطر أهل الجولان أروع صفحات المقاومة ضد الاحتلال من خلال المقاومة السرية ومعركة “الهوية” التي دامت سبعة أشهر وحصار دام 52 يوماً عام 1982.

مها الأطرش

انظر ايضاً

أبناء الجولان يؤكدون مواصلتهم التصدي لمشاريع الاحتلال التهويدية

الجولان السوري المحتل-سانا جددت الفعاليات الوطنية في الجولان السوري المحتل تمسك أهالي الجولان بانتمائهم