الشريط الإخباري

تعاطي المخدرات في المجتمع الأمريكي.. حرية فردية أم مرض اجتماعي

دمشق-سانا

تنتشر في المجتمع الأمريكي ظاهرة تعاطي المخدرات على نطاق واسع مستفيدة من القوانين الليبرالية في البلاد التي أجازت للأفراد تعاطي الحشيش وحيازة الكوكائين والهيرويين حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية أن 21 مليون أمريكي يتعاطون نوعاً من المخدرات على الأقل.

المروجون لتشريع قوانين إباحة تعاطي المخدرات في المجتمع الأمريكي يمثلون الوجه الآخر لأولئك الذين يدافعون عن حق حيازة السلاح الفردي تحت عنوان الحرية الشخصية وحق الأفراد بحيازة سلاح ناري نتج عنه نحو 600 جريمة قتل جماعي داخل الولايات المتحدة لهذا العام فقط في حين تسبب الإدمان على المخدرات وتعاطي جرعات زائدة منها بمقتل أكثر من 700 ألف أمريكي ما بين عامي 1999 و2017 بحسب الإحصاءات الرسمية.

الإحصاءات التي نشرتها مواقع أمريكية عدة إشارت إلى أن أعداد الوفيات المرتبطة بتعاطي المخدرات والعقاقير التي تسبب الإدمان في الولايات المتحدة تضاعف أربع مرات منذ عام 1990 في حين بلغ متوسط عدد الأمريكيين الذين يعانون من نوع ما من الإدمان 21 مليوناً بينهم 10 بالمئة لا يتلقون أي علاج يساعدهم لتجاوز هذا المرض الاجتماعي.

الإدمان بأشكاله المختلفة لا يشكل مرضاً اجتماعياً فقط.. فقد كشفت الإحصاءات الأمريكية أن الإدمان على تناول المواد المسكرة يكلف الاقتصاد الأمريكي أكثر من 600 مليار دولار سنوياً كما أظهرت أن أكثر من 34 مليون أمريكي ارتكبوا جنحة القيادة تحت تأثير الكحول في عام 2017.

ومع ذلك تتفشى هذه الظاهرة على نحو متسارع في المجتمع الأمريكي تحت يافطة الحريات الفردية المنفلتة من أي قيود التي تمنحها الليبرالية الحديثة للأفراد من جهة ضغط لوبيات الشركات الكبرى التي تحصد المليارات من وراء السماح بتعاطي المخدرات.

مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة نشرت بيانات جديدة تظهر ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بتعاطي جرعات زائدة من العقاقير المسكنة أو المخدرات في أوريغون هذا العام إلى 580 حالة وفاة من أصل 81 مسجلة في الولايات المتحدة بشكل عام في الفترة ما بين شهري أيار من عام 2019 و2020.

البيانات أوضحت أيضاً أنه ما بين كانون الثاني وحزيران الماضيين قضى 339 أمريكياً جراء تعاطي جرعة زائدة من المخدرات في أوريغون وحدها ما يمثل نسبة أعلى بـ 40 بالمئة مقارنة بوفيات هذه المشكلة في الفترة ذاتها من عام 2019.

فهل تنسجم فكرة الحريات الممنوحة للأفراد وحقهم في تناول المخدرات مع حقيقة إعلاء شأن الفرد في المجتمع وكرامته ولا سيما مع النتائج الكارثية على الأفراد أنفسهم وعلى أسرهم ومجتمعهم وخصوصاً أن أكثر من 90 بالمئة من المدمنين في الولايات المتحدة بدؤوا تعاطي المخدرات قبل سن الثامنة عشر بحسب الإحصائيات الرسمية.

إن التناقض بين الأهداف المعلنة لليبرالية الحديثة ونتائجها الكارثية على المجتمع تفضح حقيقة هذه الايديولوجيا التي تستخدم الأفراد كحطب لاستمرار نارها.

باسمة كنون

انظر ايضاً

مقتل ثلاثة أشخاص جراء إطلاق نار في ولاية ويسكونسن الأمريكية

واشنطن-سانا قتل ثلاثة أشخاص وأصيب اثنان آخران جراء حادث إطلاق نار بمقاطعة كينوشا في ولاية …