الشريط الإخباري

تجربة الروائي هاني الراهب في ندوة بثقافي حمص

حمص-سانا

التجربة الروائية عند الأديب الراحل هاني الراهب وما حفلت به أعماله من تجديد كانت محور الندوة الحوارية التي أقامها المركز الثقافي العربي بحمص بالتعاون مع ملتقى أورنينا الثقافي والفني.

وسلط الباحث محمود الخضر الضوء على أعمال الراهب الروائية كعلامة في المنجز الروائي السوري والعربي وعلى سعيه لإنجاز مشروع روائي وثيق الصلة بالواقع ومفارق له في الوقت ذاته على مستوى التشكيل مستعرضا مضمون خطابه ولا سيما مع رواية المهزومون وأهم المحاور التي تتناولها رواياته وفق المحور المشترك لكل مجموعة منها حيث يمكن تأطيرها وفق الموضوع والفترة الزمنية التي صدرت فيها.

واعتبر الخضر أن الروائي الراحل سبق غيره من الروائيين العرب ممن أخذوا على عاتقهم إيجاد تقنيات حديثة في الرواية مثل تعدد الأصوات والراوي المشارك وتعدد الأزمنة والأماكن متوقفاً عند دوره في تطوير الرواية السورية وأسلوبه الجديد فيها والذي يتلخص في تفتيت الحدث الروائي إلى شعور ومواقف وشخصيات تحمل معاني رمزية أو فكرية وتقليص الحوار إلى درجة إعدامه مبيناً أن ما ساعده على ذلك دراسته للأدب الإنكليزي وتأثره بالثقافتين الفرنسية والبريطانية.

وكان للراهب مشروع روائي وفقاً للخضر أراد أن يسميه “الخضراوات-كل نساء المدينة” يشمل سلسلة من الروايات بدءاً من خضراء كالمستنقعات وخضراء كالحقول وخضراء كالبحار وبعد وفاته نشرت مجموعة قصصية بعنوان “خضراء كالعلقم” حيث كرر في الخضراوات الثلاث فكرة وجود الأنثى وضياعها بين رجلين وحمل خطابه انحيازاً للذكر لافتاً إلى الشحنة الثقافية العالية التي اتسم بها أدبه.

من جهتها رأت الدكتورة رشا العلي أن متابعة المنجز الروائي لهاني الراهب تؤكد دأبه على كتابة مفعمة بالحياة يعري بها ومن خلالها قيم الاستبداد والاستملاك والاستتباع التي تفتك بالهوية العربية ويميط بها ومن خلالها اللثام عن معوقات التقدم الحضاري التي سكنت حركة التاريخ العربي عند نقطة بعينها لذلك من الضرورة بمكان تسليط الضوء على تجربة الراهب الروائية لأهميتها وجدارتها بالدراسة والتعريف.

بدوره أشار ريمون كبرون مؤسس ملتقى أورنينا للثقافة والفنون إلى تأثير كتابات الراهب المميزة على الرواية العربية شكلاً ومضموناً حيث شكل علامة بارزة في مسيرة الرواية العربية واستطاع أن ينال الجائزة الأولى من بين 150 كاتباً في مسابقة الآداب عام 1960 وهو بعمر 22 عن روايته المهزومون والتي أحدثت مفاجأة لأن الراهب سعى من خلالها إلى الابتعاد عن النمط التقليدي مستخدماً تقنيات حديثة في الرواية.

يشار إلى أن هاني الراهب روائي وأستاذ جامعي ولد في قرية مشقيتا 1939 بمحافظة اللاذقية وتوفي في دمشق عام 2000 نال الماجستير من الجامعة الأمريكية في بيروت وحصل على الدكتوراه في لندن له عدة أعمال روائية ومجموعات قصصية ويعد من الروائيين المجددين في سورية.

رشا المحرز