دمشق-سانا
ليست هي المرة الأولى التي يكتشف فيها العلماء ظهور طفرة جديدة لفيروس كورونا حيث سبق وأن أعلنت الحكومة الدنماركية في بداية تشرين الثاني الماضي عن اكتشاف طفرة للفيروس المستجد إلا أن إعلان بريطانيا مؤخراً الكشف عن طفرة جديدة من فيروس كورونا المستجد تنتشر بوتيرة سريعة بجنوب شرق إنكلترا بما في ذلك لندن حمل وقعاً آخر لجهة تأثيره على مدى جدوى اللقاحات التي بدأت تأخذ طريقها في عدد من الدول.
ووفق منظمة الصحة العالمية التي أعلنت اليوم أنه لم تسجل أي تأثيرات لطفرة كوفيد 19 الجديدة التي ظهرت مؤخراً في بريطانيا على معدل الوفيات حتى الآن مستبعدة أن يكون للسلالة الجديدة من الفيروس أي تأثير على فعالية اللقاح أيضاً مع التأكيد على الحاجة للمزيد من الدراسة مبينة أنه كلما تم اكتشاف طفرة للفيروس يجب تحديد الخصائص الجديدة التي تكتسبها سواء حدثت تغييرات كبيرة أو كان ذلك مجرد تطور طبيعي ليخفف من حالة الهلع بعدد من البلدان التي بدأت بفرض قيود على السفر من بريطانيا وإليها.
وفي الوقت الذي أعلن كبير الأطباء في بريطانيا كريس ويتي أن الطفرة الجديدة من الفيروس تنتشر بسرعة كبيرة إلا أنه أشار في الوقت نفسه إلى عدم وجود مؤشرات على أن الطفرة الجديدة أكثر فتكاً من سابقاتها أو أنها قادرة على مقاومة اللقاحات المضادة لكورونا وأن أبحاثاً علمية جارية لتأكيد أو نفي ذلك.
وفي الـ 20 من الشهر الجاري أعلن وزير الصحة البريطاني مات هانكوك أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في بلاده خرجت عن السيطرة لافتاً إلى أن فرض الإغلاق في البلاد قد يستمر حتى توزيع اللقاح ضد الفيروس.
وبالتزامن مع ظهور سلالة جديدة لكوفيد 19 في بريطانيا أعلنت عدد من الدول الاوروبية بما فيها فرنسا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا وألمانيا وإيرلندا والأرجنتين وتشيلي فرض قيود على السفر من بريطانيا وإليها.
ونقلت وسائل إعلام بريطانية في الـ 19 من الشهر الجاري أن السلطات الطبية البريطانية نبهت منظمة الصحة العالمية بسرعة تفشي الطفرة الجديدة جنوب شرق إنكلترا وإنها تستمر في تحليل المعطيات الواردة لتحسين فهمها للواقع.
وعلى مدى أسبوع من إعلان بريطانيا اكتشاف السلالة الجديدة اتخذت عدد من الدول مجموعة من الإجراءات منها النمسا التي أعلنت في الـ 19 من الشهر الجاري الإغلاق العام الثالث في البلاد اعتباراً من الـ 26 من الشهر الجاري ولغاية الـ 17 من كانون الثاني المقبل من أجل السيطرة على الإصابات السريعة والوفيات المرتفعة بفيروس كورونا.
وكانت وسائل إعلام بريطانية أعلنت في الـ 17 من الشهر الجاري ظهور نسخة جديدة من فيروس كورونا المستجد في بريطانيا أصيب بها في ذلك الوقت أكثر من ألف شخص ليبدأ بعدها العلماء البريطانيون في إجراء أبحاث ودراسات مفصلة عن أسباب ظهور هذه الطفرة حيث نقلت وسائل إعلام عن أستاذ علم الأحياء الدقيقة في معهد كامبردج للمناعة العلاجية والأمراض المعدية رافي غوبتا قوله “علينا أن نتحرك ضد هذه الطفرة لأننا لا نعلم كيف يمكن أن يتطور الأمر على المدى الطويل وبالتالي يجب ألا نسمح بذلك”.
مرجحاً ألا تصيب عدداً كبيراً من الناس لكن بنفس الوقت قد يكون من الصعب السيطرة عليها.
وفي السياق نفسه أشار البروفيسور آلان ماكنالي الخبير من جامعة برمنغهام في تصريح صحفي إلى أن ظهور سلالة جديدة من كورونا لا يعني أنه أكثر قابلية للانتقال أو أكثر عدوى أو خطورة مبيناً أن ذلك يتعلق بتطور طبيعي للفيروس ونتوقع ظهور متغيرات جديدة مع مرور الوقت.
ورغم كل التطمينات إلا أن انتشار سلالة جديدة أدى إلى أن عدداً من الدول دعت لفرض قيود جديدة حيث فرضت وكالة الصحة العامة الكندية خضوع جميع الركاب الذين وصلوا إلى كندا من بريطانيا لإجراءات إضافية بما في ذلك عمليات تفقد مشددة للحجر الصحي الذي يخضعون له بينما فرضت قبرص حجراً صحياً لمدة أسبوعين على جميع القادمين من بريطانيا كما منعت هولندا نزول الركاب من العبارات الآتية من بريطانيا إلى هولندا عند وصولها إلى موانئ البلاد الهولندية.
كما أعلنت وزارة الصحة الإيطالية عن رصد مريض مصاب بالسلالة الجديدة من فيروس كورونا التي ظهرت في بريطانيا قولها إن المصاب عاد من بريطانيا خلال الأيام القليلة الماضية على متن رحلة جوية ويخضع الآن للعزل الصحي.
وذكر مسؤولون بريطانيون أن لندن وجنوب شرق إنكلترا سيخضعان لمستوى أعلى من قيود كوفيد 19 اعتباراً من الغد في محاولة لوقف ارتفاع الإصابات المنسوبة إلى سلالة جديدة من الفيروس.