S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
مع بدء الحملة الدولية السنوية “16 يوما لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي” والتي تمتد اعتبارا من اليوم ولغاية الـ10 من كانون الأول تعود اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة “سيداو” للواجهة التي وقعت عليها 189 دولة لإنهاء جميع أنواع التمييز ضد المرأة وتحسين واقعها بشكل فعلي وحقيقي.
وتشارك سورية التي وقعت على الاتفاقية المذكورة في عام 2002 بالحملة تحت شعار من التمكين في المنزل الى التمكين في العالم تعزيزا للمساواة بين الجنسين حيث تسعى مختلف الجهات المعنية لتكثيف نشاطاتها خلال الأيام الـ16 القادمة لعرض ما تقوم به من فعاليات وأعمال لدعم المرأة وتمكينها تعليميا ونفسيا وصحيا وقانونيا واقتصاديا ولا سيما النساء اللواتي تعرضن للعنف والمعيلات لأسرهن والمهجرات ومن ذوي الإعاقة.
عضو مجلس إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة والسكان الدكتورة شادية محرز بينت في تصريح لـ سانا أن سورية تحفظت على عدد من مواد الاتفاقية آنذاك وقدمت حتى الآن ثلاثة تقارير وطنية بما يخص عمل كل الوزارات والمؤسسات حول تطبيق المساواة بين الجنسين وتقديم الدعم للمرأة وتفعيل دورها وما نفذته من قوانين وتشريعات لتحقيق ذلك وتقوم الهيئة حاليا بإعداد التقرير الوطني الرابع لمناقشته مع اللجنة الدولية المعنية كونها هيئة تنسيقية.
وأشارت الدكتورة محرز إلى أن الهيئة أطلقت منذ عام 2019 بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل الاستراتيجية الوطنية للمرأة إضافة إلى معالجة قضايا العنف الواقعة على الفتيات والنساء والأطفال سواء ضمن الأسرة أو خارجها عبر وحدة حماية الأسرة التي عملت منذ افتتاحها عام 2017 على تقديم خدمات متكاملة عبر عيادات طبية ومعالجة نفسية ودورات تدريبية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان لافتة إلى أن الدستور السوري كفل للمرأة كل الحقوق المساوية للرجل.
وتترجم جمعية تنظيم الأسرة السورية إحدى جهات القطاع الأهلي موضوع الاهتمام بالمرأة ومناهضة العنف ضدها عبر خدماتها في 18 مركزا لدعم وتنمية المرأة موزعة على المحافظات وتعرف باسم المساحات الآمنة حيث ينفذ كل مركز برنامجا دوريا لأنشطة توعوية ودورات تدريب مهني وفق مشرفة المراكز بالجمعية ربا لقمشها.
وبينت لقمشها أن المراكز تنفذ دورات تدريبية وبرامج للنساء مجانية بدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان حول الرعاية ومناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي وإدارة الحالة للناجيات من العنف والدعم النفسي والاستشارات القانونية وجلسات توعية إضافة إلى الخدمات الصحية التي تقدم للمرأة والطفل ضمن عيادات ثابتة وفرق جوالة بمختلف المحافظات.
كما تعمل المراكز على تنفيذ دورات تعليمية محو أمية وحاسوب ولغة إنكليزية وأخرى مهنية خياطة وأعمال صوف واكسسوارات وحلاقة نسائية وطبخ ويتم تسويق نتاج التدريب المهني في المعارض والبازارات بالإضافة لتعليم مهارات الإسعاف الأولي والتمريض والرياضة والدفاع عن النفس.
كما تسهم الفرق الجوالة بمراكز المساحات الآمنة وعددها 27 فريقا بنشر التوعية بالمجتمع وفق لقمشها مبينة أن عدد النساء المستفيدات من خدمات المساحات الآمنة منذ بداية العام الجاري حتى نهاية أيلول الماضي بمختلف المحافظات بلغ 52635 امرأة.
ومن مركز دعم وتنمية المرأة بمساكن برزة في دمشق بينت مشرفته حنان عبد الجليل أن جميع الدورات التدريبية التي تم تقديمها هذا العام كانت مراعية لإجراءات الوقاية من فيروس كورونا حيث تم تخفيض عدد المشاركات بكل دورة من 20 إلى 7 نساء مع التركيز على نشر التوعية والثقافة الصحية بشكل واسع لضمان سلامة النساء وأسرهن موضحة أنه يتم تحديد أولويات الخدمات المقدمة حسب احتياج كل حالة.
وأشارت السيدة هدى المعيلة لأطفالها الثلاثة إلى أنها تتابع تعلم حياكة الصوف ضمن دورات المركز لتكون فرصة عمل لها لإيجاد مصدر دخل لأسرتها من خلال بيع ما تنتجه مشيرة إلى أنها استفادت أيضا من دورات التعليم والدعم النفسي للتخفيف من أعباء ظروف الحياة بينما لفتت سامية ياسمين مهجرة من الحسكة إلى أنها استفادت من دورات التعليم المهني في مجال الخياطة لإتقان عمل تعيل به أطفالها الستة إضافة إلى دور الدعم النفسي بتعزيز ثقتها بنفسها.
وتبدأ الحملة في الـ25 من تشرين الثاني وهو اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة وتنتهي في العاشر من كانون الأول وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان حيث أطلقتها الأمم المتحدة منذ عام 1991 بينما اعتمدت الأمم المتحدة اتفاقية سيداو عام 1979 وتضم 30 مادة.
إيناس سفان
