القدس المحتلة-سانا
“كانت أمي تتلهف لرؤيته واحتضانه.. وأن تكحل عينيها بالبطل قبل استشهاده.. لكن الاحتلال منعها من زيارته.. منذ عام نهش السرطان حنجرته وساءت أحواله الصحية جراء الإهمال الطبي المتعمد الذي يتبعه الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى” بهذه الكلمات التي تقطعها غصة الدمع ويجمعها كبرياء الفلسطينيين وفخرهم بأسراهم وبشهدائهم تحدث محمد أبو وعر الشقيق الأصغر للأسير كمال أبو وعر 46 عاماً الذي استشهد أمس بعد 17 عاماً قضاها في معتقلات الاحتلال.
ويقول محمد لمراسل سانا “أحزننا نبأ استشهاده.. كمال مناضل.. وأيقونة في الصبر وتحدى الاحتلال الذي مارس بحقه كل أنواع التعذيب الجسدي والنفسي منذ اعتقاله في نيسان عام 2003.. كنت أتمنى رؤيته.. كانت الرسائل وسيلتنا الوحيدة للتواصل معه بعد أن فقد النطق بسبب سرطان الحنجرة.. جميع الرسائل كانت تعكس صموده وثباته.. فلم يكسره القيد ولا المرض مع أنهما اجتمعا عليه في وقت واحد”.
وأوضح أبو وعر أن تعمد الاحتلال قتل شقيقه جراء الإهمال الطبي المتعمد جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الإسرائيلي الحافل بالجرائم بحق الفلسطينيين مشيراً إلى أن هذه الجرائم ستتواصل في ظل الدعم الأمريكي المطلق للاحتلال وحمايته في مجلس الأمن الدولي فيما يلتزم المجتمع الدولي الصمت دون أن يحرك ساكناً.
المتحدث باسم نادي الأسير راغب أبو ذياب بين أن استشهاد الأسير أبو وعر يرفع عدد الشهداء الأسرى جراء جريمة الإهمال الطبي في معتقلات الاحتلال إلى 226 مشيراً إلى أنه أصيب خلال فترة اعتقاله الطويلة بسرطان الحنجرة ثم أصيب بكورونا ما أدى إلى تدهور حالته الصحية واستشهاده رغم تحذير مؤسسات حقوقية من خطورة وضعه ومناشدتها سلطات الاحتلال بضرورة تقديم العلاج الضروري له والإفراج عنه.
وطالب أبو ذياب الدول الموقعة على اتفاقيات حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف الثالثة والرابعة بتشكيل لجنة دولية للاطلاع على أوضاع الأسرى داخل معتقلات الاحتلال لإنقاذ حياتهم ووقف الإهمال الطبي الذي يعد جريمة منظمة ولا سيما أن هناك 1500 أسير يعانون أمراضاً مختلفة 700 منهم بحاجة لعلاج وعمليات جراحية عاجلة و153 مصابون بأمراض مختلفة إضافة إلى وجود 16 أسيراً يعانون عجزاً شبه كامل.
من جهته أكد رئيس جمعية حسام للأسرى والمحررين موفق حميد أن استشهاد الأسير كمال أبو وعر داخل معتقلات الاحتلال جريمة قتل مباشر تأتي في إطار سياسة القتل البطيء التي يتبعها الاحتلال بحق الأسرى الذين شكلوا وسيبقون مثالاً يحتذى في تحدي الاحتلال وقهره كما فعل الأسير البطل ماهر الأخرس في معركة الأمعاء الخاوية التي خاضها بثبات وصمود على مدى 103 أيام وتوجها بنيل حريته.
وأشار حميد إلى أن صمت المجتمع الدولي يشجع الاحتلال على تصعيد اعتداءاته على الأسرى الذين يهدد الخطر حياتهم في ظل تفشي وباء كورونا في المعتقلات لافتاً إلى أن هناك 132 أسيراً مصاباً بكورونا وهناك خشية من ارتفاع العدد جراء رفض الاحتلال تقديم العلاج لهم وتوفير وسائل الوقاية اللازمة.
المتحدث باسم منظمة أنصار الأسرى مجدي سالم أكد من جانبه أن استشهاد الأسير أبو وعر في معتقلات الاحتلال يكشف ويفضح تقصير المجتمع الدولي في مساءلة الاحتلال ومحاسبته على جرائمه المتواصلة بحق 4500 أسير وأسيرة يقبعون داخل معتقلاته مطالباً بتحرك دولي عاجل لإنقاذ الأسرى من براثن الموت والمرض جراء ممارسات الاحتلال العدوانية التي تنتهك بشكل فاضح الأعراف والقوانين الإنسانية الدولية.
عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأسير المحرر أحمد أبو السعود شدد على أن جريمة قتل الأسير أبو وعر تؤكد وحشية الاحتلال الذي يضرب عرض الحائط بكل الأعراف والقوانين الدولية داعياً إلى تحرك دولي عاجل للضغط على الاحتلال للإفراج عن الأسرى وفي مقدمتهم المرضى.
بدورها قالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنان عشراوي إن جريمة الاحتلال بحق الأسير أبو وعر دليل على خطورة الأوضاع الصحية للأسرى داخل معتقلات الاحتلال مشيرة إلى أن تغاضي المجتمع الدولي عن ممارسات الاحتلال العنصرية وغياب أي مساءلة على جرائمه يعطيه الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الفلسطينيين.
محمد أبو شباب