رسالة الأديب في المغترب هاجس في نتاجات الروائي مقبل الميلع

دمشق-سانا

لم ينشغل الأدباء السوريون في المغترب عن حمل هموم وطنهم ومتابعة قضاياه والدفاع عنه وتوضيح الحقائق للغرب على مختلف المنابر من خلال فنون القصة والشعر والرواية سواء باللغات الأجنبية أم بالعربية حفاظا عليها وعلى ما تحمله من تراث وفكر وحضارة.

“مقبل الميلع” واحد من الروائيين المغتربين الذين حملوا رسالة الوطن وهمومه في الغربة وكرسها في أدبه موضحا في مقابلة مع سانا أن الأدب لديه في المهجر رسالة مختلفة بسبب الحنين والرغبة التي تشتعل في نفس المثقف لمتابعة قضايا وطنه وهمومه.

وبين الميلع أن رسالة الأديب المغترب تنقسم إلى شقين الأول يتوجه إلى الأجنبي من خلال إصداراته باللغة الانكليزية وشرح قضايا الوطن والدفاع عنه أما الشق الآخر فهو للجيل الثاني من المغتربين العرب بهدف تقوية لغتهم وصلتهم بالوطن من خلال فتح المدارس وإصدار وسائل إعلام باللغة العربية.

الميلع الذي كتب في القصة والرواية يجد أن الأخيرة تتمتع بخاصة الشمولية والديمومة وتحمل اكثر من هم وقضية وتناسب قضايانا وما فيها من تعدد وتشعب عكس القصة التي تكون قضاياها محدودة.

ومال الميلع في بداياته للقصة فكتب الكثير من النصوص التي تحمل الهموم الاجتماعية والوطنية والإنسانية والوجدانية بأسلوب يجنح للحداثة ثم وضع العديد من الدراسات الأدبية والنقدية نشرت في صحف ومجلات محلية وعربية وفي المهجر.

وحول النصوص التي كتبها للمسرح يوضح أنه يكتب مسرحياته لتجسد على الخشبة لأنه يرى أن على هذا الفن حمل رسالة مباشرة تؤءدى من الممثل على الخشبة إلى الجمهور في الصالة من دون أن ينفي قدرة بعض المسرحيات على تحقيق رسالتها بمجرد قراءتها.

نشاط الميلع في الأدب تعداه إلى الدراما فكتب مسلسلا من 17 حلقة مزج فيه بين البيئتين البدوية والحضرية المدنية من باب الحداثة التي يؤمن فيها كثيرا.

وعن روايته مقبرة العظماء أشار الميلع إلى أن العظمة لها وجهان سلبي وإيجابي فالتاريخ يتحدث عن شخصيات سفكت الدماء وأخرى نشرت المحبة والسلام موضحا أن روايته تحفل بحوارات مع شخصيات من النمط السلبي ومواجهتهم بجرائمهم مقابل تسليط الضوء على العظماء الإيجابيين وعلى أعمالهم وما قدموه للإنسانية من محبة وخير وسلام.

كما أشار الميلع إلى أن دراسته للفلسفة أكاديميا أثرت في بناء الرواية ولغتها ومضمونها ما أعطاها قيمة مضافة فضلا عن مضمون الرواية الوطني والقومي ودفاعها عن قضايانا وتوضيحها للآخر بلغته إضافة إلى ترجمتها للعربية.

الروائي الميلع يتحدر من محافظة السويداء درس الفلسفة والعلوم الإنسانية واتجه إلى كتابة القصة القصيرة والمسرح والدراما والرواية كما ساهم في الفترة الأخيرة بإطلاق جائزة الإبداع الروائي.

بلال أحمد