الشريط الإخباري

يافع من السويداء يتجاوز إصابته بالتوحد بإبداع الأعمال اليدوية

السويداء-سانا

لم يقف مرض التوحد عائقاً أمام اليافع زيد الشعراني من محافظة السويداء لجعله ليس شخصاً مدمجاً في المجتمع فحسب بل شخصاً محط الانتباه والتقدير بإبداعه حرفة الأعمال اليدوية بدعم من الوسط المحيط به.

الشعراني البالغ من العمر 14 عاماً وفق والدته وعد أبو رسلان الذي بدأ فعلياً بالإنتاج قبل أكثر من عام أصبح متمكناً من حرفة صناعة الإكسسوارات بعد تدريبه على أيدي مدربين مختصين في إحدى دور الرياض الخاصة ثم انتقاله بعد اقتراح المدربين إلى معهد خاص لذوي الاحتياجات الخاصة لمتابعة تأهيله إلى أن أصبح قابلاً للدمج ودخول المدرسة عقب إجراء فحص له من لجنة الدمج في مديرية التربية.

أبو رسلان أوضحت أن الدمج في المدارس يتطلب وجود ما يعرف بمدرسة الظل إلا أن مديرة مدرسته ومدرساته في مدرسة الشهيد مزيد نعيم كانوا داعمين له مع متابعته في المنزل وكذلك عبر مدربة مختصة في فترة ما بعد الظهر.

زيد كما ذكرت والدته بدأ العمل أولاً بالخرز والخيطان ثم تطور إلى النحاس الذي يعطي طاقة إيجابية إلى أن صمم لاحقاً ما يعرف بشجيرات الأمل خلال فترة تطبيق إجراءات التصدي لفيروس كورونا وذلك في رسالة للخروج من الحالة التي سببها انتشار الفيروس.

ووفقاً لوالدته فإنها كانت تساعده بداية حتى أصبح اليوم قادراً على العمل بمفرده حيث يمتلك طاقة إيجابية وصبراً عند تصميمه لأي قطعة حتى الانتهاء منها بشكل كامل ومتقن وقد نجح في لفت اهتمام الكثيرين ومنهم فنانون بعد مشاهدتهم له ولأعماله ومنهم الفنانة ميس حرب التي استخدمت إكسسواراته وعرفت عنه بإحدى حفلاتها في مدينة صافيتا بريف طرطوس.

إخراج زيد من إعاقته ودمجه في المجتمع وتعليمه حرفة يدوية كان هدف أسرته كما تشير والدته إلى أن أصبح لديهم رسالة يوجهونها لكل الأسر التي لديها أفراد عندهم حالات خاصة للتفاعل معهم والاهتمام بهم بشكل كبير مبينة أن ولدها منذ أكثر من عام اختلف عن الفترة الماضية من حيث سلوكه كطفل توحد وازدادت ثقته بنفسه لافتة إلى وجود طموح لديهم خلال الفترة القادمة لإحداث مشروع صغير له.

زيد الذي شارك مؤخراً في أول معرض له بالمركز الثقافي بمدينة السويداء أقامته مديرية البيئة شكل حالة ملفتة للزوار ومنهم المهندس زيد عبد السلام الذي ذكر في حديثه لمراسل سانا أن حالة زيد فريدة من نوعها وهو يرتكز في نجاحه وإبداعه إلى والدته المكافحة التي أحدثت له نقلة نوعية في حياته.

سلاف عبيد مديرة الروضة الخاصة التي انطلق منها زيد ذكرت أنه تم الإشراف على تدريبه منذ أن كان عمره أربع سنوات بعد تشخيص حالته مع وضع برنامج تدريبي له إلى أن أصبح قابلاً للدمج مبينة أن التآزر الحسي الحركي عنده أعلى من أي طفل سواء طفل توحد أو طفل سليم ونجاح حالته يعود للدعم الكبير من والدته مشيرة إلى أنه أصبح لديه ما يعرف بلغة وظيفية للحديث عن الأشياء الرئيسية وذلك نتيجة التراكم التعليمي لديه.

عمر الطويل

انظر ايضاً

من هواية إلى مشروع… صناعة الشموع باحترافية في حلب

تصوير: هناء مزنرة