مخطط تهويدي جديد يهدد بتطويق البلدة القديمة في القدس المحتلة بالبؤر الاستيطانية

القدس المحتلة-سانا

“هذه الورشة الصناعية التي يريد الاحتلال الإسرائيلي هدمها مع 200 منشأة ومصنع عمرها أكثر من 64 عاماً.. ورثتها عن والدي ولن نسمح بهدمها وتهويدها لإقامة المخطط الاستيطاني الذي يهدف الاحتلال من خلاله إلى الاستيلاء على كل المنطقة الصناعية في وادي الجوز شرق القدس المحتلة.. أصحاب المنشآت في المنطقة الصناعية الوحيدة في القدس سيتصدون لهذا المخطط التهويدي الخطير ولن يسمحوا بتمريره.. بهذه الكلمات تحدث يونس دويك صاحب ورشة صناعية في منطقة وادي الجوز والتي يعتزم الاحتلال هدمها لإقامة مخططه التهويدي.

ويقول دويك لمراسل سانا “الاحتلال سينفذ عملية الهدم على ثلاث مراحل يمتد تنفيذها لثلاث سنوات وتبدأ المرحلة الأولى بهدم المنطقة الصناعية الشرقية من وادي الجوز ثم الوسطى والغربية وتنفيذ هذا المخطط سيتسبب بفقدان آلاف العمال الفلسطينيين في القدس الذين يعملون في المنطقة الصناعية مصدر دخلهم إضافة الى تغيير شامل لملامح وادي الجوز التاريخية والحضارية باعتباره يمثل قلب البلدة القديمة وحلقة الوصل بين أحياء المدينة المقدسة”.

وأكد دويك أن الفلسطينيين لن يسمحوا للاحتلال بتمرير وتنفيذ هذا المخطط وسيتصدون لعملية التهويد والاقتلاع الممنهج داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع تنفيذ هذا المخطط الاستيطاني الذي سيتسبب بتغيير الصورة الحضارية والتاريخية لمدينة القدس المحتلة.

من جانبه قال مدير مركز القدس الدولي حسن خاطر إن مخطط الاحتلال هدم 200 منشأة في وادي الجوز يرمي للسيطرة على المنطقة الصناعية التي تشكل قلب البلدة القديمة في القدس وهذا المخطط سيتسبب بهدم مئات المنازل في حي الشيخ جراح الملاصق لوادي الجوز الذي يحاصره الاحتلال بالاستيطان ويطلق العنان لمستوطنيه للاستيلاء على عقارات الفلسطينيين ومنازلهم.

وأشار خاطر إلى أن الاحتلال يخطط لإقامة 900 وحدة استيطانية في المنطقة الأمر الذي سيؤدي للاستيلاء على 2000 دونم من أراضي وادي الجوز وحي الشيخ جراح واستكمال تطويق البلدة القديمة بالاستيطان حيث شرع الاحتلال منذ بداية العام بتنفيذ مخططات لإقامة 17 ألف وحدة استيطانية في القدس.

مدير دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية في القدس المحتلة خليل التفكجي أوضح أن الاحتلال استولى على أكثر من 80 عقارا ومنزلا فلسطينيا في البلدة القديمة بالقدس المحتلة وكثف عمليات الهدم إضافة إلى الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي داخل أسوار البلدة القديمة لافتا إلى أن الاحتلال يخطط للاستيلاء على محال تجارية وعقارات في باب الساهرة وباب العامود وباب الأسباط وباتت البلدة القديمة مطوقة بالبؤر الاستيطانية ضمن عمليات التهويد لتغيير ملامح القدس الحضارية وتهويدها بشكل شامل.

وأشار التفكجي إلى أن الاحتلال يسابق الزمن في تهويد معالم البلدة القديمة وأقام آلاف الوحدات الاستيطانية فيها كما شق طرقا التفافية للمستوطنين وكثف أعمال الحفريات وخاصة في منطقة وادي حلوة إلى الجنوب من المسجد الأقصى مؤكدا أن الاحتلال يريد فرض واقع تهويدي استيطاني جديد في القدس يقوم على تغيير الصورة العمرانية وإفراغها من الوجود الفلسطيني وذلك تطبيقا لمخطط الضم الاستعماري بغطاء ودعم أمريكي.

بدوره قال مدير مركز وادي حلوة جواد صيام إن الاحتلال يقيم في البلدة القديمة بالقدس أضعاف ما يعلن عنه من وحدات استيطانية حيث أحاط البلدة بالبؤر الاستيطانية ويترافق ذلك مع عمليات هدم مكثفة لمنازل الفلسطينيين وعقاراتهم مشيرا إلى أن عملية التهويد للبلدة القديمة تتضمن ثلاث مراحل أولها حفر شبكة أنفاق تحت منازل الفلسطينيين واحداث تشققات وانهيارات فيها حيث باتت مئات المنازل معرضة للانهيار والمرحلة الثانية هدم المنازل وقد هدم الاحتلال المئات منها ووضع معظم منازل سلوان وحي البستان والشيخ جراح على قائمة الهدم والمرحلة الثالثة إقامة آلاف الوحدات الاستيطانية وفصل الأحياء عن بعضها وتنفيذ سلسلة مخططات تهويدية لتغيير معالم القدس الحضارية وتزوير تاريخها.

مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أفاد في تقرير له بأن الاحتلال كثف عمليات الهدم في البلدة القديمة بالقدس ويخطط لهدم 88 منزلا في أحياء سلوان والبستان يترافق ذلك مع عزل أحياء القدس مثل أبو ديس والعيزرية وعناتا وحزما والزعيم والسواحرة الشرقية مرورا بمنطقة الشيخ سعد ومخيم شعفاط والتي تتعرض جميعها لهجمة استيطانية شرسة تتمثل في الاستيلاء على الأراضي ومنع الفلسطينيين من البناء وهدم منازلهم.

ولفت التقرير إلى أنه جراء الاستيطان والتهويد لم يتبق للفلسطينيين سوى 14 بالمئة من مساحة القدس ويهدد الاحتلال بهدم المنازل والمنشآت فيها يضاف إلى ذلك إغلاق الاحتلال 250 محلا ومنشأة تجارية في البلدة القديمة وحدها ضمن عمليات التضييق على الفلسطينيين الذين يواصلون الصمود والتصدي لمخططات الاحتلال.

رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أوضح أن منطقة وادي الجوز الصناعية تشغل آلاف العمال الفلسطينيين وقام الاحتلال على مدى السنوات الماضية بهدم وإغلاق مئات المنشآت التجارية والصناعية فيها حيث كانت تضم في السابق نحو 500 منشأة لم يتبق منها إلا 200 أعلن الاحتلال عزمه هدمها لإقامة مخططه الاستيطاني الاستعماري عليها متجاهلا القرارات الدولية ولا سيما قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يؤءكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه فورا.

من جهتها أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي أن ممارسات الاحتلال ونهجه الاجرامي القائم على التطهير العرقي والتهجير القسري وتفريغ المدينة من سكانها الاصليين عبر مواصلة هدم المنازل والاعتداء على المقدسات ما كانت لتستمر لولا الدعم الأمريكي غير المحدود للاستيطان والتهويد في تحد صارخ للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية مشددة على أن المؤامرات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لن تمر وستفشل كما فشلت جميع محاولات الاحتلال لاقتلاع الوجود الفلسطيني.

الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفي البرغوثي أشار إلى أن مخطط هدم 200 منشأة صناعية وتجارية في وادي الجوز يهدف للاستيلاء على ما تبقى من أراضي القدس وتدمير الواجهة التاريخية والحضارية العربية لها وربط المستوطنات في محيط القدس ومحاصرة البلدة القديمة بالاستيطان مبينا أن الاحتلال من خلال هدم المنطقة الصناعية في وادي الجوز يريد السيطرة بشكل كامل على المدخل الشرقي لمدينة القدس ضمن حلقات التهويد المستمرة والمكثفة للبلدة القديمة بهدف تهجير الفلسطينيين لكن تلك المخططات لن تمر في ظل مقاومة الفلسطينيين وصمودهم وخاصة المقدسيين.

محمد أبو شباب

انظر ايضاً

قوات الاحتلال تعتقل 10 فلسطينيين في الضفة الغربية

القدس المحتلة-سانا اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم 10 فلسطينيين في الضفة الغربية.