حمص-سانا
يؤكد أهالي بلدة حبنمرة كغيرهم من أهالي قرى ريف حمص الغربي التي تعرضت للحرائق مؤخراً تمسكهم بأرضهم ورغبتهم بإعادة الحياة لكل شبر منها من خلال زراعتها مجدداً والاعتناء بها لتعود أجمل مما كانت.
ويرى الأهالي أن هذه المحنة التي مرت على بلدتهم لم تزدهم إلا تمسكاً بها وحباً لها كما أظهرت معاني التكاتف والتعاضد والتعاون بينهم من خلال الوقوف صفاً واحداً مع منظومة الإطفاء لوقف امتداد النيران والعمل على إخمادها.
ويستذكر الشاب طوني ديب تلك اللحظات العصيبة قائلاً “شاهدت النار بدأت بالتهام أشجار الزيتون في أرضي.. كان الموقف قاسياً جداً فسارعت بالتعاون مع الأهالي ومنظومة الإطفاء لإخمادها حيث تضررت مساحات واسعة من الأرض ولولا تدخلنا لاحترقت جميع أشجار الزيتون”.
ويتابع “شعور لا يمكن أن يوصف أن ترى بأم العين الأشجار التي تعبت فيها لسنوات تأكلها النيران إضافة إلى احتراق 3 خلايا نحل كانت موجودة في الأرض” مؤكداً أنه مصر على إعادة تأهيل أرضه وغرسها من جديد وقص ما يمكن أن ينبت مجدداً فهذه المحنة لم تزده إلا إيماناً وتمسكاً وحباً بأرضه التي ورثها عن أجداده.
المزارع لوقا وديع الخوري تحدث عن الأضرار البالغة التي تعرضت لها أرضه والتي تبلغ مساحتها 70 دونماً مزروعة بالزيتون حيث أتت النيران على ثلاثة أرباع الأرض وأحرقت الأشجار التي عمرها عشرات السنين.
وقال “لحظات عصيبة وأليمة عشناها لن تمحى من الذاكرة بسهولة” مؤكداً أن هذه الأرض كانت المورد الأساسي والوحيد له ولأسرته وكان ينتظر الموسم بفارغ الصبر لكن رغم ذلك فإن هذا الحادث المأساوي لم يزده إلا إيماناً وتصميماً على إعادة زراعتها من جديد.
فيروز حاطوم من أهالي البلدة قالت “كانت ليلة قاسية فالنيران بدأت بالتهام الأشجار والاقتراب من المنازل لكن تكاتف الأهالي وتعاونهم ومساعدتهم بأبسط الأدوات لطواقم الإطفاء والدفاع المدني حال دون وصولها إلى المنازل”.
وبينت حاطوم أن مساحة أرضها 11 دونماً فيها 120 شجرة زيتون احترقت بشكل كامل وكانت هي المورد الأساسي لها مبينة أن ذلك لن يمنعها من إعادة زراعتها مجدداً.
وذكر رئيس دائرة حراج تلكلخ المهندس إلياس بيطار أن المساحات المتضررة من الأشجار الزراعية جراء الحرائق “زيتون وتفاح وخوخ وجوز ودراق وغيرها” في بلدة حبنمرة بلغت 533 دونماً والأشجار الحراجية 50 دونماً.
نزار شبشول رئيس بلدية حبنمرة أشار إلى أنها من البلدات السياحية في وادي النضارة وتضررت بشكل كبير من الحرائق حيث التهمت النيران مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالأشجار.
صبا خيربك