S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
“من أوراقها هجرت طريقهم فوصلت” مجموعة شعرية صدرت حديثا لصالح محمود سلمان تناولت مضامين إنسانية وغلب على قصائدها الغنائية والتفعيلات المتحركة.
يبدأ الشاعر مجموعته بدفق عاطفي عبر فيه عن قيمة الأم وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع وفق شعوره العارم الذي رأى خلاله أن هذه الإنسانة هي أهم ما في الوجود كما في قصيدته افتتاح التي يستهل بها نصه:
رشفت نشيد الحب من مقلتي أمي رحيقا
فصار الحب في شرعتي همي
من ذا يضيق المسافات بين هذه القلوب
كيما..تتسع ها أنا جئت أغني
كي أرش اللحن في هذا الفضاء”.
ويرصد الشاعر سلمان الخيبات التي خلفتها الحروب على الإنسانية للقيام بما هو مخالف لبنية الإنسان وتحويله إلى كائن مجرم لخدمة الآخر فكانت الدلالة التي استخدمها معبرة بشكل فني عن المرارة الإنسانية وعن طعنات صارت غصة الفرح القادم فكتبها بدموع الورد كقوله في نص:
“في ثياب الحنين
كان يأتي إلى بيتها حاملا وردتين
كي يراها وقد رفعت فوق صدر السنا سوسنة
جاء يوما ولكنه لم يجد أحدا”.
أما قصيدة “زهو” التي جاءت على شعر الشطرين فلعبت عاطفة الشاعر سلمان دورا أساسا في تركيبها الفني والموسيقي لتكون دالة بما أتى بها من كنايات على الثقة والأمل:
“تزهو القصيدة ما أتيت حماها
وتروح في عليائها تتباهى”.
والمجموعة الصادرة عن الهيئة العامة السورية للكتاب تقع في 318 صفحة من القطع المتوسط غلبت عليها الصور والإيحاءات والدلالات الفنية.
يذكر أن المؤلف حائز إجازة في اللغة العربية وعضو اتحاد الكتاب العرب صدرت له 12 مجموعة شعرية منها “الحبق يخترق المدينة” و”نافذة للرؤيا” و”للصهيل طقوسه أيضا”.
محمد خالد الخضر