التعليم المهني الصناعي وسيلة لصنع أيدٍ ماهرة في مجال الكهرباء والإلكترون والحاسوب

دمشق-سانا

يتفرد التعليم المهني الصناعي بميزة إعداد أيد مهنية ماهرة في شتى المجالات وتأهيلها بما يحقق ربطاً لخطط التعليم المهني بخطط التنمية الاقتصادية ومواجهة الحاجات المتجددة للاقتصاد الوطني.

أهمية التعليم المهني الصناعي تأتي من كونه شريكاً فاعلاً في مرحلة إعادة الإعمار من خلال ما يتم تنفيذه من تدريب عملي وإنتاج فعلي ضمن المشاغل الموجودة لهذه الغاية في ثانوياته ومعاهده وفق تصريح المهندس وسيم خضور مدير ثانوية الشهيد نور فاطر الصناعية بدمشق لمندوبة سانا.

وبين خضور أنه يتم بالمدرسة تعليم ثلاث مهن التقنيات الكهربائية والإلكترونية والحاسوب وتتضمن تدريباً على مواد عملية مثل لف المحركات والآلات الكهربائية والتمديدات الكهربائية وأسس الإلكترون والعناصر الإلكترونية والثنائيات والاتصالات السلكية واللاسلكية والهوائيات مروراً بالتعرف على آلية صيانة التلفزيون وجميع الأجهزة الإلكترونية وصيانة وبرمجة الحاسوب والشبكات وكيفية إعداد موقع ويب.

ويتوزع التعليم المهني بمجمله في المدارس والمعاهد الخاصة به على 26 مهنة تتم دراستها بشكل نظري وتدريبات عملية توائم احتياجات سوق العمل.

المهندس حسام خليل مدرس مادة القيادة والتحكم بالكهرباء للثالث الثانوي في مدرسة نور فاطر الصناعية أوضح في تصريح لمندوبة سانا أن الطالب يتقن من خلال دراسته التمديدات الكهربائية والآلات والقيادة والتحكم ليتمكن من تطوير ذاته ومهاراته وتتشكل لديه فكرة شاملة ودقيقة عن الألة والعناصر التي تكونها ليستطيع لاحقاً اختيار مجال تخصصه في سوق العمل.

وأمام الدارات الكهربائية وقف طالبا الصف الثالث الثانوي محمد العلي ومحمد عكاش اختصاص تقنيات كهربائية للتدرب على دارة حماية المحرك ثلاثي الطور بواسطة قاطع دهلندر وتحدثا عن مراحل التطبيق لهذه الدارة بداية من رسمها على اللوح الصفي السبورة ونقلها على الدفتر لتطبيقها بشكل عملي في المخبر مؤكدان أن التدريب العملي الذي يقومان به مميز جداً ويخرج عن النمط التقليدي للتعليم ويمكن الطالب من إصلاح أي عطل كهربائي يواجهه في المنزل أو خارجه.

ورغم ارتفاع معدله في الصف التاسع إلا أن الطالب بلال بيات لم يختر الفروع العلمية أو الأدبية وإنما الدراسة الصناعية كونها الأحب إليه معتبراً أن هذا المجال يساعده على اكتساب المعرفة والخبرة العلمية والعملية في العديد من الميادين الحرفية والمهنية بينما أكد الطالب ليث الجوهري أنه دخل إلى هذا المجال برغبة شديدة فرغم دراسته صف العاشر في القسم العلمي إلا أنه انتقل في صف الحادي عشر إلى التعليم المهني كونه اختصاصاً مهماً يوصله إلى أقسام يرغب بها في المرحلة الجامعية.

وخلال تدريسه مهنة لف المحركات للطلاب بين الأستاذ طلال عبيدات أن التدريب يشمل المحركات الأحادية والثلاثية من خلال شرح أجزاء المحرك بالتفصيل وخطوات حساب المخططات وكيفية فك المحرك ولفه وتطبيقه.

ومن خلف آلة التدريب جلس طالب صف الحادي عشر علي الضاهر للعمل على محركات التيار المستمر التفريعي مبيناً أن الخبرة التي يكتسبها بهذا التطبيق العملي تزيد من خبرته لترجمتها في سوق العمل فيما أشار الطالب غيث دياب من قسم الإلكترونات إلى أنه خلال فترة تعليق الدوام بالمدارس في آذار الماضي استفاد من خبرته التي اكتسبها بالتدريب العملي ضمن المدرسة لصنع فقاسة بيض تساعد والده في عمله وصنعها من صندوق خشبي وبعض المواد المدورة وزودها بجهاز حرارة ووعاء ماء وأمن لها التهوية اللازمة.

قسم التقنيات الإلكترونية يشكل للطالب سلسلة تعليمية متناسقة حيث يبدأ الطالب من الصف العاشر بتعلم العناصر الإلكترونية والأجهزة الإلكترونية وكيفية القياس عليها أما في الحادي عشر يبدأ بتطبيق الدارات الإلكترونية ويختبرها ويقيس عليها وفي الثالث الثانوي يتعرف على دارات التحكم والإنذار وجهاز التلفاز وصيانته وفق وائل النجار رئيس قسم التقنيات الإلكترونية.

تحقيق طموحه بالوصول إلى دراسة فرع هندسة الاتصالات في الجامعة تطلب من الطالب محمد الناطور بذل جهود مضاعفة من الدراسة والتدريب ما دفعه إلى دراسة التقنيات الإلكترونية حيث تعلم خصائص الإلكترون وأساسيات مبادئه وعمل كل مخبر في مختلف الأقسام.

من جهة أخرى رأى الأستاذ محمد جهاد الملط أن صيانة الأجهزة الإلكترونية ومن ضمنها الموبايلات أصبحت ضرورة في الوقت الحالي ما جعل هناك ضرورة لتعليم هذه المهنة لطلاب الصناعة إضافة إلى تعليمهم صيانة شاشات ال سي دي والمونيتور ووصلات الرسيفيرات والشاشات وأنواع الموبايلات وأقسامها وكيفية صيانتها.

وخلال جلوسه في قسم تقنيات الحاسوب أشار مهندس المعلوماتية سامر عبد العزيز إلى أهمية دراسة صيانة وبرمجة الحواسيب في الوقت الحالي وطريقة فكها وتركيبها كونها باتت من أساسيات الحياة في كل منزل وعمل وأن هذا التدريب والشرح يساعد الطالب في سوق العمل.

رحاب علي