الشتول المطعمة في اللاذقية… تحسين الإنتاج كماً ونوعاً

اللاذقية-سانا

إقبال لافت من قبل مالكي البيوت المحمية لشراء الشتول المطعمة بعد النتائج الإيجابية التي حققتها منذ انطلاقة المشروع في العام 2008 في إطار التعاون بين برنامج الأمم المتحدة للمشاريع الإنمائية وهيئة البحوث العلمية في وزارة الزراعة بهدف التخفيف من استخدام غاز الميثيل برومايد وآثاره السلبية على الصحة العامة والمياه الجوفية.

ووفقاً للنتائج على أرض الواقع بينت التجارب نجاحاً واضحاً لناحية قدرة النبات على تحمل الظروف المناخية والتغير في درجات الحرارة بشكل أفضل ومقاومة أمراض التربة ولا سيما النيماتودا والفوزاريوم باعتبارهما من أبرز المشكلات التي يواجهها المزارعون في المنطقة الساحلية وزيادة المردودية الإنتاجية بواقع 25 بالمئة عن الزراعات العادية.

وخلال زيارة لمراسلة سانا إلى بعض المزارع قال المزارع أحمد عياشي من قرية الزهيريات بريف جبلة “بعد سماعنا الكثير عن عمليات التطعيم والتجارب الناجحة للعديد من المزارعين والحاجة الماسة لزراعة أصناف “بندورة” مقاومة لأمراض التربة التي تصيب المحاصيل الزراعية المحمية فقد اعتمدنا هذه الشتول وأثبتت نجاحها ونحن نكررها للموسم الرابع على التوالي بالرغم من ارتفاع أسعارها حيث يتراوح سعر الشتلة الواحدة بين 850 و1000 ليرة سورية”.

وأشار عياشي إلى أن نسبة إصابة الشتول المطعمة بمرض الفوزاريوم تكاد تكون معدومة بينما لا تتجاوز نسبة الإصابة بالنيماتودا بين 20 و25 بالمئة بفضل بنيتها ومجموعها الجذري القوي مقارنة بالشتول العادية وأيده في ذلك المزارع لؤي علي الذي يشجع على نشر زراعة الشتول المطعمة في ظل ارتفاع سعر البذار وتكاليف زراعتها من ناحية الفلين والمبيدات الفطرية التي تحتاجها فهي قادرة على التحمل وإعطاء مردود جيد يصل أحياناً إلى ضعف إنتاج الزراعات العادية.

وفي أحد المشاتل الزراعية المتخصصة بإنتاج الشتول المطعمة رصدت كاميرا سانا المراحل التي تتم بها عملية التطعيم وصولاً إلى التسليم حيث تحدث المهندس إيميل فرح مدير عام شركة البيت الأخضر عن مشروع الشتول المطعمة الذي بدأ الإنتاج عام 2011 وتم توزيعها على المزارعين واستخدام الشتول المطعمة كان بازدياد عاماً بعد عام منوهاً بالنجاح الذي حققته هذه التجربة الرائدة والرواج الذي لاقته مع استمرار الدراسات بإشراف مختصين من مؤسسات علمية لها مكانتها في سورية حيث تم خفض عدد الشتول في البيت البلاستيكي من 1200 شتلة إلى 300 شتلة مع الحفاظ على الإنتاجية كماً وتحسين جودتها من ناحية النوعية وبتكلفة مقبولة.

وأضاف فرح وصل إنتاج المشتل من الشتول المطعمة في عام 2019 إلى نحو 2 مليون غرسة من شتى أنواع الخضراوات كالبندورة والباذنجان والخيار وغيرها وتم توزيعها على المنطقة الساحلية والزراعات المكشوفة في مناطق الداخل.

سميرة وسوف مشرفة في المشتل لأكثر من 25 عاماً أوضحت أن مهامها تشمل متابعة العمل في جميع المراحل منذ زراعة البذرة ورعايتها والاهتمام بها بما في ذلك التسميد والسقاية مروراً بمرحلة التطعيم وصولاً إلى مرحلة التسليم للمزارع مع الحرص على توفير ظروف المناخ المناسبة من حرارة ورطوبة.

رشا رسلان

انظر ايضاً

المشاتل الزراعية.. فضاءات للزينة تعود لحيويتها في مدينة السويداء