حمص-سانا
في قرية قرب علي بالريف الغربي لمحافظة حمص جسد الأهالي معاني التكاتف والتعاضد والتصميم على تجاوز المحنة خلال مشاركتهم منظومة الإطفاء في إخماد الحرائق التي اندلعت في القرية مؤخراً وطالت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية والحراجية وممتلكات المواطنين مؤكدين أنهم سيعيدون زراعة أراضيهم التي تضررت لإعادة الحياة إليها.
وعورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها ساهما في تأخر إطفاء الحرائق وفق ما روى حسن عبدو سليمان من أبناء القرية لمراسلة سانا الذي أشار إلى الجهود المضاعفة التي بذلتها طواقم الإطفاء والدفاع المدني بالتعاون مع الأهالي على مدار الساعة لإخماد الحرائق والحد من انتشارها.
الإرادة والتصميم على إعادة الحياة لما تم تخريبه كانا باديين على وجهه بالرغم من الحزن الذي يعتصر قلبه وقال: “خسرت نحو عشرة دونمات من أشجار الجوز والكرز والتفاح والزيتون حيث أتى الحريق عليها بالكامل حتى الجذور ولكن ذلك لن يوقفني عن إعادة الحياة إلى الأرض وزراعتها مجدداً حتى لو استغرق ذلك سنوات عديدة”.
المزارع ياسين يوسف عباس من أبناء القرية يصف فظاعة ما حدث من انتشار للنيران وخصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وهبوب الرياح الجافة الأمر الذي زاد من اشتعالها مشيراً إلى أن الهدف الأول لطواقم الإطفاء والدفاع المدني كان إبعاد النيران عن القرية ومنع وصولها إلى الأهالي ومن ثم إطفاء النيران المشتعلة بالأشجار مؤكداً أن الأهالي لم يوفروا جهداً في مساعدة طواقم الإطفاء بمعدات وأدوات بسيطة.
ويشير عباس إلى تضرر نحو دونم من أرضه مزروع بأشجار التفاح والجوز جراء الحرائق مبيناً أن ذلك لن يمنعه من إعادة زراعة أرضه من جديد لتعود لها الحياة مجدداً.
المزارع نيروز محمد ديب من أبناء القرية يصف بدوره الإرادة القوية التي أظهرها أبناء المنطقة وتكاتفهم معا لإيقاف الحريق بأدواتهم البسيطة موضحاً أن أضرار الحريق كانت كبيرة وخصوصاً بالأشجار الحراجية حيث أتت على مساحات واسعة منها داعياً إلى العمل بسرعة على إعادة تشجير المنطقة والحفاظ على تضاريسها وبالنسبة لأرضه فقد احترق نحو دونم مزروع بالتفاح والجوز مؤكداً أنه سيعمل على زراعتها وإحيائها من جديد.
حبور مسلم رئيسة بلدية قرب علي أوضحت أن نحو 200 دونم من أشجار التفاح والزيتون والجوز والكرز تضررت نتيجة الحرائق في القرية إضافة إلى مساحات من الأشجار الحراجية مبينة أن لجنة حصر الأضرار لم تنته حتى الآن من عملها.
وبينت مسلم أن الأهالي أبدوا تعاوناً لافتاً مع كوادر الإطفاء التي عملت دون كلل أو ملل على مدى أيام مشيرة إلى أن الأهالي ينتظرون اللجان لتنهي أعمالها في القرية ليبدؤوا بتنظيف أراضيهم إعادة غرسها بعد هطول الأمطار والمشاركة في حملات إعادة التشجير بالتعاون مع الجهات الحكومية.
صبا خيربك