السويداء-سانا
لا يعرف الكثيرون أن السريالية تيار شمل الفن التشكيلي والأدب على حد سواء فكان له مناصروه من كبار الروائيين والقاصين ولم يقتصر على الرسم وحده وهذا ما يحاول الباحث محمد طربيه تأكيده في كتابه الجديد السريالية في الأدب والفن التشكيلي.
طربيه أوضح في تصريح لسانا الثقافية أنه بعد رحلة طويلة في النقد الأدبي والتاريخ والتراث اختار أن يبحث في السريالية باعتبارها مذهباً أدبياً وفنياً يعني ما فوق الواقع ظهر في فرنسا ثم انتشر في أرجاء العالم متأثراً بالفرويدية مبيناً أن صداه وصل الىسورية والوطن العربي عبر أدباء وفنانين.
ولفت طربيه إلى أن السريالية كمدرسة لم تعش مدة وانتهت لكن مظاهرها نجدها بمذاهب أخرى موضحاً أنها ليست حركة ثقافية فنية وأدبية فقط بل حركة فكرية تستند إلى أسس عديدة أولها تشكلها بعد الحرب العالمية الأولى إثر الحركة الدادائية كصرخة احتجاج على ما جرى في الحرب ومفرزاتها من مجازر ومذابح وتراجع للقيم والمبادئ فضلاً عن الخلفية الفكرية التي تستند إليها ولاسيما معطيات التحليل النفسي وإيمانها بحضور اللاشعور والعقل الباطن في العمل دون مراعاة الموضوعات الاجتماعية والقواعد الأدبية والفنية.
وشكلت السريالية حسب طربيه وجهاً من أوجه الحداثة في الفن والأدب وغدت لغة الكتاب والفنانين السرياليين معها غريبة وغير عقلية وغير واضحة ومفهومة للمتلقي مبيناً أن السريالية تقدم تقنيات يمكن الاستفادة منها لكن لا يمكن الركون لمعطياتها بشكل نهائي.
والكتاب صادر عن دار البلد للطباعة والنشر والتوزيع ويقع في 130 صفحة من القطع المتوسط.
يذكر أن الكاتب والباحث طربيه من مواليد السويداء عام 1952 يحمل إجازة في الحقوق ودبلوم الدراسات العليا الأدبية من جامعة دمشق وهو عضو في جمعية النقد الأدبي باتحاد الكتاب العرب ورئيس لفرع جمعية العاديات منذ عام 2007 وكرم عام 2014 من وزارة الثقافة كأحد المهتمين بالتراث الشعبي والباحثين فيه كما شغل أمانة سر جائزة المزرعة للإبداع الأدبي والفني وشارك في تأسيس التجمع الأدبي والنادي السينمائي صدر له 12 كتاباً تجمع بين النقد الأدبي والتاريخ والتراث والمجتمع فضلاً عن تقديمه العديد من الدراسات والمحاضرات والندوات في المراكز الثقافية داخل المحافظة وخارجها.