الشريط الإخباري

الموسيقا والأغنية السورية تشهدان انتعاشا بعدة اتجاهات عام 2014

دمشق-سانا

شهد عام 2014 انتعاشا ملحوظا للموسيقا والأغنية السورية بعدة اتجاهات كان أبرزها غلبة الأغنية الوطنية على الإنتاج الحديث عبر الكثير من الأغاني الفردية والجماعية لجهات رسمية ونقابية وخاصة ما شكل توجها عاما لدى أغلب المغنين السوريين بسبب الأوضاع الراهنة.

ومن ناحية أخرى جاء هذا التوجه لما تحققه هذه الانتاجات من فرصة لايصال موهبة الكثير من الفنانين المغمورين أو الجدد للناس وتحقيق الانتشار الجماهيري المطلوب مستفيدين من المزاج الشعبي المقبل على سماع هذه الأغاني الوطنية.

تقول المطربة شام كردي التي شاركت في أوبريت بالحب نعمرها لسانا.. إن انتاج الكثير من الأغاني الوطنية وخاصة الجماعية خلال الفترة الماضية شكلت فرصة للكثير من الأصوات الغنائية السورية للظهور للناس والتعريف بها.

وحول المطلوب لدعم الأصوات الغنائية السورية والأغنية السورية تؤكد كردي على ضرورة اقامة برامج تلفزيونية في المحطات السورية تكون معنية باكتشاف المواهب الغنائية الوطنية وتبنيها بالإضافة لأهمية وجود شركات انتاج فنية تسعى لرفع سوية الفن الغنائي السوري وتقدمه للجمهور بطريقة راقية.

وتوافقها الرأي المغنية شذى حايك التي قدمت مؤخرا أغنية هذي الشآم وتضيف إن الأغنية السورية بالعموم مظلومة على كافة الصعد ويبقى التفاؤل بمستقبل أفضل لها بوجود مواهب غنائية مميزة وكوادر موسيقية جيدة ومحترفة مبينة أهمية تبني الموسيقا والأغنية بالدعم والتطوير والتسويق مما يعود بالفائدة على المجتمع السوري كله.

ويتضح للمتابع أن كثيرا من الموسيقيين والمغنين السوريين استفادوا من رواج الدراما السورية والاستثمار المالي الضخم الذي يوظف في هذه الصناعة الفنية الوطنية فقدموا عبر الموسيقا التصويرية وأغاني الشارات لهذه الأعمال الكثير من المقطوعات والأغاني المميزة في هذا العام والتي ما كانت لتصل للناس لولا الدراما.

الشح في إنتاج الموسيقا والأغاني السورية يرافقه قلة المتخصصين في النقد الموسيقي والاعلام الفني الموسيقي وعن ذلك يقول المغني إياد حنا أن هناك شحا كبيرا بما يسمى الناقد الموسيقي المتخصص فالقليل من الموسيقيين الأكاديميين الذين درسوا الموسيقا بشكل اختصاصي وأكاديمي عملوا بمجال النقد عموما.

وعن دخول أشكال غنائية غريبة عن مجتمعنا وتنتمي لثقافات غربية يدعو حنا الى إحياء فننا الاصيل بكل ألوانه والذي بدأ ينقرض لولا بعض الموسيقيين المبدعين المحترفين الذين مازالوا يقدمون أعمالا فنية خالية من الشوائب الغريبة.

الموسيقا بشقيها الكلاسيكية والعربية ليست أفضل حالا من الأغنية السورية وإن شهدت نشاطا ملحوظا خلال هذا العام عبر عدة حفلات أقامتها بعض الفرق الموسيقية في دار الأوبرا وعلى مسارح وزارة الثقافة وإن كان هناك استياء لدى الكثير من الموسيقيين بسبب تهميشهم وابعادهم عن مثل هذه الحفلات لصالح فرق محددة.

مهرجان الموسيقا العربية الذي انتهى مؤخرا في دار الأوبرا بنسخته التجريبية لهذا العام جاء ليفتح الباب أمام عشرات الموسيقيين المهمشين للعمل من جديد ولاعادة الاعتبار للموسيقا العربية فشاركت ثلاث عشرة فرقة موسيقية في هذه الدورة.

يقول الموسيقي جوان قرجولي مدير عام دار الأوبرا.. إن هذه الدورة التي أقمناها من مهرجان الموسيقا العربية هي النسخة صفر لما سيشاهده الجمهور من دورة هذا المهرجان القادمة التي سيشارك فيها عدد من نجوم الغناء العربي الذين أبدوا استعدادهم للغناء في الدار ومجانا.

كما شهدت الدار في الأيام الماضية احتفالية بالأغنية الوطنية الملتزمة واحتفالية أخرى خاصة بعيد الميلاد مما شكل تفاؤلا بغنى النشاطات الموسيقية والغنائية في العام القادم.

وعلى صعيد الصعوبات التي تواجهها الفرق الموسيقية السورية تقول عازفة القانون ديمة موازيني مديرة فرقة التخت الشرقي النسائي السوري والتي شاركت قبل أيام في مهرجان ثقافي في الشارقة.. إن جميع الفرق الموسيقية السورية تحتاج الى الدعم المادي والاعلامي من جهة والى خبرات متخصصة في إدارة هذا النوع من الابداع الفني بحيث يتم التركيز على هوية الفرقة وما تريد ايصاله من فن ورسالة للجمهور.

وتؤكد موازيني أن الموسيقا اليوم صارت حاجة وضرورة للتخفيف من الحزن والألم الذي يعتصر قلب كل إنسان سوري في ظل هذه الأزمة التي نعيشها لمداواة الأرواح المنكسرة وترميم الوجدان الانساني.

وكان هناك خلال العام العديد من المشاركات الخارجية لبعض الموسيقيين والفرق الموسيقية السورية ومنهم عازف العود والمايسترو عدنان فتح الله الذي عزف مع الفرقة الوطنية السمفونية الصينية وشارك في مهرجان فاغنر في ألمانيا ويقول.. إن المشاركة الخارجية لنا كموسيقيين سوريين مع فرق موسيقية أجنبية تسمح لنا بتقديم موسيقانا العربية والبحث عن نقاط تلاقي لدمج الموسيقا العربية بالغربية.

ويؤكد فتح الله قائد الفرقة الوطنية للموسيقا العربية أن النشاطات والفعاليات الموسيقية التي تقيمها الفرق الموسيقية السورية سواء داخل او خارج الوطن تصب في الحفاظ على ما وصلت اليه الحركة الثقافية الموسيقية من تطور نوعي من الناحية التعليمية والابداعية ويساعد على دفعها الى الأمام ونشر ثقافة الحياة والحب والخير والجمال.

وتبقى الآمال بالخروج من آثار الأزمة والاستفادة مما تحقق من تطور او تنشيط في العمل الموسيقي وتكريس كل الامكانات المتاحة لتشكيل هوية موسيقية وغنائية سورية قابلة للتطور الدائم.

عازف الفيولا محمد زغلول مدير المعاهد الموسيقية في وزارة الثقافة يعبر عن تفاؤله بمستقبل الموسيقا السورية لأن من هذه الأرض خرجت أول نوتة موسيقية في العالم ويقول.. لدينا في سورية موسيقيون يؤمنون بوطنهم وحبهم للفن هو ما يدفعهم للاستمرار في التأليف والتلحين والتوزيع والعزف ونجدهم رغم كل هذه الظروف مستمرين في العمل و متحدين بوجه الارهارب.

محمد سمير طحان

انظر ايضاً

القوات المسلحة العراقية: الجريمة التي ارتكبتها القوات الأمريكية في بابل تجاوز خطير

بغداد-سانا أكد المتحدث الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء يحيى رسول اليوم