الشريط الإخباري

دير شقا الأثري بريف السويداء… أقدم نموذج لعمارة الأديرة يعود بناؤه إلى 1500 عام

السويداء-سانا

يعتبر دير شقا الأثري الذي ينتصب إلى الشرق من بلدة شقا بريف السويداء الشمالي الشرقي شاهداً حياً على الحضارات التي مرت على هذه المنطقة ويحمل في جنباته عبق الماضي الموغل في القدم.

رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان أوضح لنشرة سانا سياحة ومجتمع أن الواجهة الرئيسة للدير مكونة من باب رئيس كبير في الوسط وبابين صغيرين جانبيين يتم الدخول إليهما عبر رواق مسقوف متصل إلى حجرة حارس الدير ثم المكتبة وخزائنها ضمن الجدار وباحة داخلية وقاعة اجتماعات كبيرة.

وأشار كيوان إلى أن الزائر للدير يشاهد في الطابق الأرضي الكنيسة وغرف السكن وفي العلوي حجرات ولم يبق من الدير سوى برج من القرن الخامس بحالة جيدة ووصفه العالم الفرنسي (م.دوفوغييه) بأنه أقدم نموذج لعمارة الأديرة.

وبين رئيس دائرة آثار السويداء أن الدير يعود بناؤه إلى نحو 1500 عام لافتاً إلى أن شقا كانت مركزاً إدارياً مهماً في العصر الروماني تتبع لها النواحي الممتدة من اللجاة كما كانت من أهم الحواضر في سهل ساسية ومنهم من يرجح نسبتها إلى هذا السهل الخصيب وذكرت بالنصوص الكتابية (سكايا).

وأضاف أنه في القرن الثالث الميلادي كان لـ شقا تقويم خاص بها اسمه التقويم الشقاوي وأطلق عليها اسم (مكسيميانوبوليس) ورفعت فيه إلى مرتبة مدينة أم.

وتشتهر شقا بغناها بالمواقع الأثرية المهمة الشاهدة على عراقتها ومن أبرز آثارها الكنيسة الكبرى البازلتية البازيلكا إضافة إلى قيصرية شقا وآثار مسرح أثري تختفي بين البيوت القديمة والمدافن الأثرية إلى جانب عدد من البيوت الأثرية المبنية من الحجارة البازلتية.

وأوضح كيوان أن شقا شكلت بآثارها خطاً دفاعياً عند الرومان وامتازت خلال العصور النبطية والرومانية والبيزنطية والعربية الإسلامية كمركز إداري واقتصادي وعسكري وديني مهم.

وتقع بلدة شقا في الريف الشمالي الشرقي للسويداء وتبعد عن مركز المدينة نحو 72 كيلومتراً ويحدها من الشمال قرية الهيت ومن الشرق قرية الجنينة ومن الجنوب نمرة ومن الغرب قرية عمرة ومدينة شهبا.

سهيل حاطوم