دمشق-سانا
مع الاتجاه اللافت للمشاريع الصغيرة والمتوسطة ولا سيما الزراعية منها يظهر مشروع تربية دودة الأرض الذي سعى للعمل به العديد من الأشخاص في الآونة الأخيرة كونه يعد مشروعا زراعيا ذا جدوى اقتصادية مهمة حيث تقدر نسبة أرباحه بـ 300 بالمئة بالنسبة لرأس المال مقابل بعض المشروعات المماثلة له بالتكلفة إلى جانب دوره في تأمين زراعة نظيفة وآمنة وفق رأي المختصين.
الهدف الأول من مشروع تربية دودة الأرض الحصول على السماد العضوي من خلال قيام الدودة بتحويل النفايات العضوية إلى سماد عالي الجودة يضمن إنتاج نبات آمن خال من المواد الكيميائية حيث يمكن تربية الديدان بهدف الاستخدام الشخصي فتربى على فضلات المنزل لإنتاج كميات بسيطة من السماد تستخدم في بعض الزراعات المنزلية أو تربيتها بقصد الاستخدام التجاري بكميات كبيرة لبيع السماد للمزارعين.
ورأى الباحث والخبير الزراعي الدكتور المهندس بسام السيد في تصريح لـ سانا أن تربية ديدان الأرض للحصول على السماد العضوي المعروف باسم فيرمي كمبوست من المشاريع الزراعية المهمة على مستوى الأسرة وسيكون من المشاريع الناجحة على المدى الطويل إذا تم تبنيه بطريقة علمية صحيحة خاصة أن العالم يتجه الى الزراعة النظيفة التي تعتمد على الأسمدة العضوية وتحافظ على صحة الإنسان.
ويعتبر سماد فيرمي كمبوست وفق الباحث السيد من أهم الأسمدة العضوية التي تساعد على تغذية النبات والتربة حيث يقوم الدود باستخلاص المواد النافعة من النفايات العضوية الناتجة من المنازل أو المزارع أو المطاعم وتحويلها لسماد عضوي أي يتم تدوير هذه المواد واستخلاص المفيد منها وبذلك يتم القضاء على جزء من مشاكل النفايات.
واعتبر السيد أن قيمة سماد كمبوست دود الأرض على المستوى البيولوجي تتركز بغناه بالعناصر الغذائية الضرورية بالإضافة إلى أن نسبة عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والفوسفور والنتروجين فيه أعلى من الكمبوست التقليدي وبالتالي يوفر نشاطا بيولوجيا نافعا في التربة.
ولدى سماد الكمبوست القدرة على تحسين مستوى نمو النبات من خلال تحسين خواص التربة الى جانب قدرته على مكافحة الامراض الفطرية حيث يستخدم منقوع السماد رشاً على النباتات لمقاومة الأمراض مثل فطر البيثيم الذي يظهر على الخيار و الرايزوكتونيا على الفجل و الفرتيسيليم على الفراولة و أمراض البياض الدقيقي والزغبي على العنب.
كما يساعد سماد الكمبوست على مقاومة الحشرات وذلك لاحتوائه على إنزيم الكيتينيز الذي يعمل على تحليل وتحطيم الكيتين الموجود في جدر خلايا الحشرات وبالتالي يسبب موتها وهو ناجح في مقاومة الذبابة البيضاء والمن والخنافس والعناكب.
ووفق السيد فإن وزن 1000 دودة يبلغ نحو 2500 غرام تقريبا حيث تعيش الدودة على سطح التربة ضمن عمق 15 إلى 20 سم وهي لا تحب الضوء وتتراوح درجة الحرارة التي تفضلها بين 18 و 25 درجة مئوية لأن انخفاض الحرارة أو زيادتها يبطئ عملها ويمكن استثمار تربية الديدان بأحواض داخل المنزل أو الفنادق أو المنشآت السياحية والشوارع والحدائق العامة ومحطات معالجة المياه المالحة ومعامل تدوير النفايات لافتا إلى أن دودة الأرض تقوم بتحويل ما يعادل نصف وزنها يوميا إلى كمبوست.
كما تأتي أهمية مشروع تربية دودة الأرض في إنتاج سماد فيرمي كمبوست لكونه يغني عن استخدام الاسمدة الكيميائية في الأراضي المستصلحة والفقيرة مع مراعاة تحليل التربة لمعرفة العناصر الناقصة حيث يمكن استخدامه رشا على الأوراق و له أثر تراكمي يزداد عاما بعد عام كما أنه يساعد في التحول إلى الزراعة العضوية النظيفة وبالتالي توفير كبير في التكاليف ويقلل من استخدام مياه الري بحدود 30 بالمئة لأنه يحتفظ بقدر كبير من الماء لفترات طويلة بسبب وجود حامض الهيوميك والفوليك اسيد ضمنه.
وعن معدل الربح الناتج عن مشروع تربية ديدان الأرض أوضح السيد أن هذا المشروع ذو مردود مادي مرتفع وتصل نسبة الربح فيه إلى ثلاثة أضعاف رأس المال وهو مشروع مهم للخريجين الزراعيين الجدد كون تكلفته منخفضة وذا عائد اقتصادي جيد حيث يمكن بالإضافة لمردود السماد المادي الاستفادة من بيع الديدان لصيادي الأسماك.
وبالنسبة للمتطلبات الأساسية للمشروع فيجب تأمين ديدان الأرض ومخزن أو غرفة يتم إنشاء أحواض تربية الديدان فيها بالإضافة الى توفير الفضلات النباتية والحيوانية وتأمين ماكينة مخصصة لفرز الشرانق عن الديدان ومكيفات صحراوية يكون عددها حسب مساحة المخزن وفقا للسيد.
وحول إمكانية تنفيذ مزارع كبرى تعنى بتربية ديدان الأرض رأى الباحث السيد أنه يمكن تنفيذ المشروع في أماكن مختلفة من سورية ولا يحتاج إلى تكلفة كبيرة معربا عن أمله بتبني هذا المشروع من قبل البلديات ومعامل النفايات ومحطات معالجة المياه المالحة خاصة أنه لا يحتاج إلى بناء خاص حيث تمكن تربية الديدان في أي مستودع شرط أن تتوافر الخبرة من قبل المربين.