القدس المحتلة-سانا
صعد الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة المحاصر حيث واصل غاراته عليه لليوم الثامن على التوالي بالتوازي مع تشديد حصاره البحري لتضييق الخناق على الفلسطينيين فيه وشل حياتهم اليومية وتعطيل جهود مواجهة فيروس كورونا في ظل صمت المجتمع الدولي على تفاقم معاناتهم الإنسانية.
آلاف الصيادين الفلسطينيين منعهم الاحتلال من دخول البحر بشكل كامل بدءا من يوم أمس وطاردتهم زوارق الاحتلال الحربية على مقربة ميل ونصف الميل من شواطئ القطاع وأطلقت النيران عليهم كما كثفت بحرية الاحتلال انتشارها على طول شواطئ القطاع الممتدة من بيت لاهيا شمالا حتى رفح جنوبا.
نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش أوضح في تصريح لمراسل سانا أن فرض الاحتلال حصارا بحريا بشكل كامل على قطاع غزة حرم أكثر من أربعة آلاف صياد من ممارسة عملهم وكسب رزقهم لافتا إلى أن هؤلاء الصيادين يعيلون أكثر من خمسين ألف شخص وهذا سيفاقم معاناتهم الإنسانية في ظل الحصار الجائر المفروض على القطاع منذ عام 2006.
وأشار عياش إلى أن تشديد الاحتلال حصاره البحري حرم أهالي القطاع من الأسماك التي كانت شحيحة في الأسواق حتى قبل تشديد الحصار وذلك بسبب تقليص الاحتلال بشكل مستمر المناطق المسموح فيها بالصيد إلى أقل من 15 ميلا بحريا مبينا أن الاحتلال اعتقل عشرات الصيادين الفلسطينيين منذ بداية العام واستولى على 30 مركبا لهم.
ولم يتوقف التصعيد والاعتداءات الإسرائيلية على الصيادين فقد واصلت قوات الاحتلال لليوم الثامن استهداف المنازل والمدارس والمؤءسسات الفلسطينية في انتهاك سافر للقوانين والمواثيق الدولية.
وقال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة محسن أبو رمضان.. إن اعتداءات الاحتلال على القطاع المحاصر طالت مدرسة ابتدائية تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا في مخيم الشاطئ غرب القطاع وألحقت دمارا فيها كما تسبب قصف طيران الاحتلال بأضرار جسيمة بعشرات المنازل والمنشآت الفلسطينية.
وأشار أبو رمضان إلى أن التصعيد الإسرائيلي المستمر وتشديد الحصار فاقم معاناة قطاع غزة ما يتطلب من المجتمع الدولي التدخل العاجل لوقف الاعتداءات والعمل على رفع الحصار الظالم والسماح بدخول البضائع والوقود محذرا من أزمة صحية وبيئية ستفاقم معاناة القطاع الذي يعاني بالأساس من ارتفاع نسب البطالة والفقر.
الباحث الحقوقي حسين حماد بين أن محطة توليد الكهرباء الرئيسية في غزة ستتوقف عن العمل بشكل كامل بدءا من صباح يوم غد مشيرا إلى أن نسبة العجز بالكهرباء في القطاع بعد توقف المحطة ستصل إلى 76 بالمئة وهذا سيدخل المؤسسات الصحية والبيئية والخدماتية في أزمة خطيرة حيث ستتوقف عشرات المراكز الصحية عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود كما ستتحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم في ظل حرارة الصيف المرتفعة وانقطاع الكهرباء.
وأوضح حماد أن ساعات وصل الكهرباء لن تتجاوز 6 ساعات يوميا وأن محطات ضخ مياه الصرف الصحي ستتوقف عن العمل نتيجة انقطاع الكهرباء وهذا سيدخل القطاع في أزمة خطيرة ستكون انعكاساتها كارثية على أهالي قطاع غزة.
من جانبه قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي.. إن مواصلة الاحتلال فرض الحصار الشامل على قطاع غزة في ظل انتشار وباء كورونا ومنع إدخال الوقود والبضائع جريمة حرب لافتا إلى أن طيران الاحتلال يتعمد إطلاق الصواريخ والقذائف على المنازل وعلى مقربة من أماكن الحجر الصحي التي يوجد فيها أكثر من ألفي فلسطيني عادوا من الخارج وتم حجرهم بهدف الحد من انتشار الوباء.
وأوضح الصفدي أن عمليات القصف والتجويع والحصار لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة الصمود والمقاومة لاسترجاع كامل حقوقه مطالبا الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل لوقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحق اهالي قطاع غزة ورفع الحصار الظالم عنهم.
محمد أبو شباب