الشريط الإخباري

ستينية تهزم المرض مرتين لتواصل شغفها بفن الأبليك

اللاذقية-سانا

تجلس المهندسة رحاب شلا كالعادة في ركنها الخاص تتأمل ما أبدعته أناملها بنظرة فاحصة وسرعان ما تشغل يديها بتحريك القصاصات القماشية وتعيد تشكيلها عدة مرات قبل الشعور بالرضا والانتقال إلى تفصيل آخر ويمكن للزائر أن يشعر بالحب والدفء والروعة والإتقان الذي شغلت به اللوحات التي تزين جدران المنزل.

بداية الفكرة لدى السيدة الستينية بدأت قبل 33 عاماً كهواية جميلة “لملء وقت الفراغ والتخلص من الشعور بالوحدة والملل وإضفاء لمسة جمالية خاصة على الديكور الداخلي للمنزل” مبينة “أنها كانت تقضي ساعات طويلة بانتظار عودة زوجها من العمل آنذاك وتباشر العمل بعد الاطمئنان على طفلها ذي السبعة أعوام أنه يغط في نوم هادئ وعميق”.

وأشارت شلا إلى أن هذا النوع من الفن يطلق عليه الأبليك وهو من أجمل الفنون اليدوية يعتمد على تطبيق قطع صغيرة من الأقمشة وحتى مساحات كبيرة مختلفة في النوعية واللون على طبقة أخرى من القماش وتطريز الأطراف بالإبرة والخيط باستخدام غرز عديدة لتعطي في النهاية أشكالاً زخرفية رائعة الجمال مبينة أنها تفضل استخدام المخمل كخلفية أساسية لجميع لوحاتها وتعتمد على إعادة تدوير بقايا الأقمشة التي تحصل عليها من محلات الخياطة أو ملابسها القديمة وقد تلجأ إلى شرائها طالما أنها تخدم فكرتها أما الأقمشة الأخرى فتشمل الدانتيل والحرير والساتان والفرو التي تحرص على انتقائها بعناية إضافة إلى تشكيلة واسعة من الإكسسوارات والأحجار الملونة والنحاسيات التي تعزز من جمال التصميم.

وتحدثت شلا عن مراحل إنجاز اللوحة القماشية وأولها تحديد الفكرة يليها اختيار قطع القماش المناسبة ثم تثبيت الأجزاء القماشية بدبابيس الخياطة وهذه المرحلة قابلة للتعديل والتغيير حسب الرؤية التي تنفذها وهي مرحلة صعبة لأنها أساس تكوين اللوحة الفنية.

وحول مواضيع أعمالها أوضحت شلا أنها تعشق الطبيعة النابضة بالحياة ويتجلى ذلك بوضوح بالألوان الزاهية للأقمشة المستخدمة وتستمد أفكارها من مخيلتها أو مواقف حياتية صادفتها أو قطع فنية توحي لها بتصميم ما مشددة على أهمية أن يتمتع من يرغب بتعلم هذا النوع من الفن بخيال خصب وهدوء الأعصاب والروية وطول البال فقد يستغرق عمل اللوحة الواحدة أكثر من شهرين حسب الموضوع والحجم.

معرض شلا الأول كان قبل 15 عاماً بتشجيع من الدائرة الصغيرة القريبة منها كالعائلة والأصدقاء ممن زاروا منزلها وأدهشتهم أعمالها لكن تشخيصها بالإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية (الليمفوما) ورحلة العلاج أوقفها عن مواصلة شغفها فترة طويلة ومع تماثلها للشفاء عاودت شلا نشاطها إلا أن عودة المرض اضطرتها للابتعاد مجدداً وتمكنت بفضل عزيمتها وقوة إرادتها وتصميمها أن تهزمه وتمنح نفسها فرصة جديدة للحياة.

واختتمت شلا حديثها بالقول “لا شيء مستحيلاً وبالإرادة القوية والتصميم نحن قادرون على تحقيق أمانينا وتذليل جميع العقبات التي تحول دون وصولنا إليها”.

رشا رسلان